-اخبار البلد
تحقق الحكومة أرباحا من الضرائب على المواطنين تبلغ مليارات الدنانير سنويا ولا تعدم الوسائل لزيادتها وفرض ضريبة على الضريبة، كما انها تتفنن في جبايتها وبات جليا ان قيام المواطن بدفع اي مبلغ لأي غرض انما يكون جزء منه ضريبة تحت شتى المسميات. مقابل ذلك يقول رئيس الوزراء ان الحكومة تخسر 80 مليون دينار بسبب دعمها اسطوانة الغاز، وهنا تماما تتضح قصة التاجر الشاطر الذي يبرز خسارته في سلعة ما ولا يعادلها مع ما يحققه من ارباح من السلع الاخرى ليبرر تحكمه في تعويضها ليزيد الارباح ربحا رغم ان الخسارة وهمية في اصلها، وحال الشاطر لا ينطبق على رئيس الوزراء الذي يدرك خسارة الحكومة ماليا في كل المواسم.
العجز المزمن في الموازنة العامة للدولة والمديونية فيها تظهر ان الحكومة خاسرة دائما، فهل الامر جراء دعم اسطوانة الغاز حقا، أم أن الاسباب كامنة في الصرف الذي يفوق ما يجنى من الضرائب وغيرها، كما ان الاصل بالانفاق عموما هو تأمين الاستمرار بزيادة الانتاج، فلم تظهر كل موازنة جديدة بعجز اكبر من التي سبقتها، ثم ان ديوان المحاسبة بموجب تقاريره يوفر مئات الملايين سنويا جراء الرقابة التي يقوم بها ومع ذلك تستمر الحكومة بخساراتها عاما بعد عام أكثر فأكثر.
البنوك قاطبة تحقق ارباحا سنوية بالملايين، والتجار على مختلف انواع تجاراتهم يربحون ايضا، والمقاولون يحققون فروقات ربحية دائما، والشركات تربح، والنقابات تحقق دخلا من الاعضاء ومشاريعها تربح ايضا، والاستثمارات تربح والضمان الاجتماعي كذلك، وقطاعات الاتصالات والاسمنت والفوسفات كلها تربح، والمخابز وتجار الخضار والفواكه والمواد الغذائية يربحون باستمرار، واللحامون لا يخسرون، وتجارة السيارات رابحة، والمصانع على مختلف انواعها تربح، حتى ان البيع على البسطات يحقق ربحا وتكاد ان تكون كل الاعمال رابحة بالضرورة، فلم الحكومة وحدها التي تحقق الخسائر المالية اكثر ما يكون رغم إدارتها التي لا تختلف عن ادارة الاخرين، ثم لم كيلو البطاطا بدينار والموز بنصفه فقط؟ وأين هو العطار الذي سيصلح ما أفسده الدهر؟