قبل وادي عربة 1994 كانت الدولة(حكومة وقصر) منسجمة في خطابها تجاه «إسرائيل» مع المجتمع فقد كنا نطلق عليهم اسم العدو الصهيوني ولم يكونوا ابناء عمومة ولا أصدقاء.
أتذكر أننا كنا في الرياضة الصباحية اثناء الخدمة العسكرية نطرب – متدربين وضباطا- حين كنا نغني بشكل جماعي اهزوجة(هي يالله يا ابو عبدالله... بدنا نحارب....صهيونية...وحوش الغابة...).
بعد وادي عربة شعرنا باليتم وغاب الدفء فأجمل اللحظات هي تلك التي تقف انت فيها ودولتك على صعيد واحد ونتذكر ايضا حرب الخليج في بداية التسعينات فقد التحمنا مع القيادة وشعرنا بقوة سوبرمانية غير مسبوقة.
تغيرت المصطلحات في الاعلام الرسمي حتى وصل الامر الى حد منع استخدام مصطلح العدو بل اصبح استخدامها من قبل الرسميين دليل تمرد ومؤشر رحيل ومنع عن المناصب العليا.
اليوم تعود مفردة «العدو» الى الظهور في الاعلام الرسمي وفي بيانات الحكومة، وهذا أمر يؤشر بوضوح على أن الأصل في العلاقة العدوانية والاستثناء هو الصداقة والودية.
الحكومة استدعت سفيرنا من تل ابيب ردا على اعتداءات الصهاينة على المقدسات في المسجد الاقصى ويبدو ان الأردن غاضب الى درجة كبيرة مما يجري، وهذا يفسر سر استخدامه لعبارات غابت منذ وادي عربة ولم تظهر حتى في انتفاضة ال2000.
يروقني لغة الرسمي الجديدة تجاه «اسرائيل» ورغم علمي انها مجرد سحابة صيف ستزول عن قريب الا انها انعشت فينا ذكريات الاب الذي كان وتخلى عن ابنائه وللاسف لست متفائلا ان يستمر وجوده.