كشفت السيول والأمطار الأخيرة عن عيوب خطيرة
وفي مقدمتها فقدان الرقابة في أمانة عمان وغيابها عند تنفيذ عطاءات الشوارع والأرصفة
وشبكات تصريف مياه الأمطار والمجاري؛ ما أدى إلى ارتكاب أخطاء فنية وهندسية لم تكن
بالحسبان وأدت في بعض الأماكن إلى حدوث كوارث.
كيف سمحت أمانة عمان، وفي منطقة تلاع العلي وخلدا
على سبيل المثال بإعادة تزفيت العديد من الشوارع ووضعت في كل مرة طبقة من الإسفلت حتى
أصبحت مساوية للأرصفة؛ ما دفع آلاف الأطنان من مياه السيول للتدفق إلى المنازل والمحلات
التجارية، كما حدث آخر مرة، رغم أن الأمانة تلقت في الماضي العديد من الشكاوى لتصويب
الوضع لكن شيئاً من هذا لم يحدث، حتى أن الأمطار الأخيرة أزالت أجزاء من الشوارع لأن
أحداً من الفنيين في الأمانة لم يقم بالتأكد من سلامة الإجراءات التي تمت وأن بعض الشوارع
كانت مليئة بالحصمة والرمال لأن طبقة الزفتة كانت محدودة، ولم تتم عملية إعادة التزفيت
أو الترقيع وفق المعايير المعتمدة.
الشارع القريب من مسجد ضاحية الحسين للإسكان والممتد
إلى تقاطع البنك العربي في الرابية، أصبح نتيجة إعادة التزفيت دون إزالة الطبقة السابقة،
مرتفعا فوق الأرصفة، ما جعل المنطقة كلها تحت رحمة السيول، وقد بعث سكان المنطقة برسائل
منذ سنوات للتنبيه إلى خطورة السيول، والحاجة الماسة إلى تخفيض مستوى الشارع، وتوسيع
عبارات تصريف المياه التي لم تعد قادرة على استيعاب الكميات الكبيرة من مياه السيول،
حيث انهارت العديد من أسوار المنازل وانجرفت حدائق المواطنين في الطوابق الأرضية، ولحقت
أضرار بالغة في الممتلكات.
إن أمانة عمان مطالبة بتصويب تلك الأوضاع، ومنها
إعادة بناء هذه الأسوار وتأهيل الأرصفة، وإقامة اطاريف في المناطق الترابية على جانبي
بعض الشوارع لمنع تدفق الحجارة والأتربة وإغلاق شبكات تصريف مياه الأمطار.
حتى الآن، لم تقم أمانة عمان بالدور المطلوب منها
بشكل كامل وذلك بتشكيل اللجان الفنية لمعرفة الأسباب الحقيقية لما حدث في العديد من
المناطق من انهيارات وتدفق للسيول داخل بيوت المواطنين، ولم تتخذ أية إجراءات لمنع
تكرار ذلك، أو حتى الحد منه، في وقت يعرف فيه الجميع أن الأمانة هي المسؤولة عن إصلاح
الأضرار لأن الأخطاء الفنية التي ارتكبتها هي المسبب لما حدث، حيث سيتكرر ذلك إذا لم
تتخذ الإجراءات اللازمة لتصويب الأوضاع.
إن مدير كل منطقة يجب أن يضع تقريراً مفصلاً عن مشاهداته
في منطقته، وينطبق هذا الأمر على أعمال الأمانة، ومسؤولية المواطن أن يشير الى ذلك،
وأن تتم متابعة ذلك وبأسرع وقت ممكن، فنحن في فصل الشتاء، وقد نتعرض لأحوال جوية مماثلة،
وعندها سيكون الجميع خاسراً.