رئيس حكومة العدو الاسرائيلي نتنياهو قال في خطابه الاخير في الامم المتحدة ان «داعش وحماس» وجهان لعملة واحدة، وفي ذات الاجتماع لم يخرج اي زعيم عربي للرد عليه وانما المندوب الامريكي الذي رفض الوصف معتمدا سياسة بلاده حيال الاطراف الفلسطينية. والذي رد عمليا على نتنياهو بعد مضي وقت هو الملك عبدالله الثاني عندما تحدث اخيرا عن وجود تطرف يهودي وتطرف اسلامي، والامر صحيح تماما، ويعني انه لولا التطرف اليهودي الصهيوني لم كان حال المنطقة على ما هو عليه من انتشار فيها للتنظيمات التي بات صعبا التمييز بينها او الحكم عليها إن هي متطرفة او ارهابية او صاحبة حق.
التطرف والارهاب اليهودي الاسرائيلي وصل حدودا لم يحققها هتلر والنازية، وهو اليوم على اشده ليس في قتل الفلسطينيين كما يفعل دوريا في غزة وانما اكثر من ذلك بانتهاك المقدسات الاسلامية في القدس بالغاء صفتها ونزعها لتكون يهودية وكل القدس ايضا. ومثل هذا التطرف لم يواجه ولم يرد عليه من داعش، وقبله استنكفت القاعدة عن الانتصار للاقصى، وكلاهما الان في مواجهات مع مسلمين على اساس التكفير، ولو ان البغدادي يعلن الجهاد لتحرير الاقصى ويمارس الامر لصدق الناس قصة الدولة الاسلامية، وقبله ابن لادن الذي استنكف عن الامر ولا يدعو له خليفته الظواهري.
التطرف اليهودي موجه ضد الفلسطينيين ومقدسات المسلمين، اما التطرف الاسلامي فانه موجه ضد مسلمين، وهو ما دفع الملك لوصف الحال بحرب اهلية بين المسلمين، وهذه الحرب هي التي تزيد الطمع اليهودي في حسم مسألة القدس لتكون يهودية خالصة، وهذا ما يسعى الى تحقيقه نتنياهو الان.
زيارة رئيس وزراء سلطة رام الله للاقصى امس لن تحميه، ومجلس الامن لن يوقف مشروع تهويده كما انه لن يوقف الاستيطان بالقدس، وذات الامر لاي اتصالات تجريها وتكثفها اي جهة عربية. وان الانظمة العربية والدول الاسلامية عاجزة عن حماية المقدسات، فما البال باستردادها، وان كل التنظيمات على مختلف اشكالها والوانها ليس في بالها الامر كله ومثلها كل المرجعيات الدينية، فمن تراه الذي يمكنه ذلك!