قصة السلطان الذي أحب حماره بعنف وأراد تعليمه القراءة والكتابة معروفة كثيرا في أوساط السياسيين، ومنهم كبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات الذي أعلن أخيرا أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس سيتم بعد ثلاث سنوات كموعد نهائي، وهو إذ يتحدث عن قيام الدولة متأكدا فإنه نفسه من تحدث عنها طوال اكثر من عشرين عاما لما صدق أن غزة اريحا اولا بداية الدولة وتبين انه ليس في قاموس الاسرائيلي لا أولا ولا أخيرا.
ويتكشف الان أنه بعد ما وصل اليه اليهود من وسائل القوة والتحكم الذي تمخض اول من امس عن إعلان بسط السيادة الصهيونية على كل القدس والسيطرة الكاملة على كل الابواب المؤدية الى الاقصى أن كبير المفاوضين هو نفسه المعلم الذي وافق للسلطان تعليم حماره القرأة والكتابة خلال 20 عاما مقابل عيش باذخ وبشرط العقوبة، وانه لما سئل المعلم عن مصيره بعد عشرين عاما قال: انه خلالها إما أن يموت الحمار او السلطان او المعلم، ولم يفكر بتمديد المدة كما يفعل الان عريقات.
أغرب ما في كبير المفاوضين انه اكثر من يعلم حقيقة العقبات التي تضعها الحكومات اليهودية تباعا، وتكبر كلما مر زمن وتجد كل الدعم الامريكي، وكذا الحال بالنسبة للامكانيات الفلسطينية التي تحولت الى عقيمة بعد التخلي عن المقاومة، ومع ذلك يذر الرماد بالعيون ويريد ان يصدقه الناس ان جهوده بالانضمام الى المنظمات الدولية والتوقيع على الاتفاقيات والمواثيق الدولية سيفضي بعد ثلاث سنوات الى الدولة المستقلة. في حين ان واقع الحال في المنطقة انما يعطي اليهود المزيد من الطمع وترك عريقات يحلم طالما بات يصدق انه سيعلم الحمار حقا الذي هو في هذه الحالة المفاوضات نفسها وكبيرها ايضا لجهة أنه مستعد للتفاوض حتى الموت.
لو ان السلطة في رام الله على قدر التعليم او التعلم لم استمرت عشرين عاما وهي تتابع قتل الشعب ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات وكل انواع الانتهاكات وجرائم الحرب التي نالت من الفلسطينيين بأكثر مرات مما ناله وهو يقاوم وينتفض وكل ذلك بدم بارد، ويكفيها عارا او فخرا انه طوال هذا الوقت لم يسقط منها شهيد واحد ولم يغتال منها احد، وهو حال المعلم والحمار لما عاشا معا، ويقال ان الذي مات اولا هو الحمار، اي واحد منهما يا ترى؟