افتتح رئيس الوزراء د. عبد الله النسور مساء اول من أمس مشروع إعادة الحياة والألق الى وسط المدينة بحيث يشكل قاع المدينة منظومة متكاملة تقدم للسكان والزوار مركزا حضاريا بآثارها الشهيرة، وخدماتها الحديثة، وتعيد عمان الى الصدارة مجددا، مشروع مجمع رغدان السياحي الذي طال انتظاره قدم انموذجا فريدا، وهو ثمرة من ثمار التعاون الدولي، الذي موَّلته «جايكا» اليابانية، ليكمل الساحة الهاشمية، ومشروع صحن، وهذا المثلث التطوري يؤكد أن عمان بدأت تستعيد نضارتها من كافة جوانبها، ويقدم مركزا للسياحة العمانية التي تستهوي السياحة العربية والأجنبية.
وسط المدينة الذي ارتدى حلة قشيبة ينظر الى جبل القلعة بمخزونه التاريخي لاستكمال مشروع «التل فريك» الذي يربط وسط المدينة بالجبل، ليقدم سيمفونية جميلة لأبناء عمان وزوارها، بحيث تنافس عواصم الجذب السياحي، كل ذلك والمراقب المحايد يرصد تراكما مستمرا لزيادة المرافق السياحية المتنوعة من مطاعم ومقاهٍ أنيقة وسط العاصمة والتلال المطلة عليها سيؤدي تدريجيا لزيادة قدرة العاصمة لاستقطاب المزيد من السياحة الداخلية والخارجية، وهذا هو الهدف المنشود والمأمول في عمان التي تنعم بالأمان والاستقرار الوطيد رغم التحديات والتقلبات التي تعجُّ في معظم دول المنطقة.
ومن الإضافات المهمة التي يقدمها مجمع رغدان السياحي: البازارات والمطاعم ومركز للمعلومات، وتوفير حافلات لنقل الزوار من خارج وسط العاصمة بتردد منتظم بكفاءة وكفاية جيدة، الى جانب الباص السياحي المكشوف الذي سيقل السياح من وسط عمان الى المناطق السياحية منها جبل القلعة والشوارع القديمة لتقدم صورة بهية لعمان بتلالها ومناطقها الأنيقة.
مشروع مجمع رغدان السياحي خطوة مهمة وانجاز يضاف الى الانجازات التي تحققت، ويهدف الى الارتقاء بمستويات العاصمة، من نقل البسطات الى تنظيم الشوراع الرئيسة وسط العاصمة وزيادة درجات الانضباط للجم التعديات على المساحات المخصصة للمارة، وفي هذا السياق فإن المباني القديمة في وسط العاصمة تحتاج الى ورشة عمل لتنظيفها مما علق عليها من عوادم السيارات والاتربة، وهذا جهد يتطلب تظافر جهود الأمانة واصحاب العقارات والمستثمرين، وان انجاز هذه المهمة سيسهم في اكمال صورة عمان لتستعيد ألقها حيث كانت تنافس عواصم عربية واجنبية.
يقال إن عمان واحدة من أكثر عواصم العالم نموا، وهذا يتطلب اهتماما كبيرا للمحافظة على هويتها، خاصة وسط البلد ( كما يقال ) فهو مهوى العمَّانيين، واذكر كلمات لزوار عمان منذ سنوات، حيث قالوا: لم نكن نتوقع أن نرى في عمان كل هذه النظافة والترتيب، وهي اكثر دفئا واحتضانا لكل من يزورها....عمان تستحق منا أكثر.