أخبار البلد - عمر عياصرة
عمر عياصرة
لم تكن جريمة طبربور بالامس (الام التي قتلت اطفالها الثلاثة) الاولى من
نوعها في بلدنا، ونتمنى ان تكون الاحيرة فكلنا يتذكر سفاح ابو علندا الذي
قتل عائلته في مشهد هزنا كاردنيين جميعا.
ما جرى ليس مجرد جريمة يجتاحها صفير التعجب والا لمن, بل هي قصة تستحق استنفارا من الجميع (الدولة والمجتمع وكافة المؤسسات).
صحيح ان فَعْلة السيدة الام شاذ ومرضي وغير منطقي، ولا يمكن تعميمه، الا
انه يدلل على ضغوط كبيرة يتعرض لها الناس من النوع الاقتصادي والاجتماعي
والنفسي والتشريعي.
طبعا نحن لا ندافع عن الام القاتلة، وسوف يعاقبها القانون بما تستحق، لكننا
نريد وبطريقة علمية موضوعية فهم مبررات السلوك، وعدم حصره في عامل واحد هو
العامل النفسي.
الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ثلاثة اطفال اعمارهم دون الثامنة، ونجت
طفلتان اخريات تستدعي منا اعلان المواجهة الشاملة؛ لتخفيف وطأة الضغوط عن
الناس بأنواعها كافة.
نعم في المجتمعات الغربية تحدث مثل هذه الجرائم وابشع، وبنسبة اكثر مما هو
في بلادنا، لكن هذا لا يعني ان نركن للامر فلابد من وضع خطة ووقف ما أمكن
من اسبابها.
هناك في الآونة عنف من نوع ما بدأ بالتسرب الى حياتنا الاجتماعية نراه في
الجامعات والبيوت وفي كل مرافق حياتنا، وهنا يجب طرح اسئلة اخرى.
البطالة مشكلة والفقر كذلك واجراءات المحاكم وتأخرها والعدالة الاجتماعية
المعلقة، كل ذلك اسباب يجب الانتباه لها، فالام التي استيأست فقتلت عائلتها
تقرع جرسنا، والشباب الذي غادر الى مربع التشدد سبق ان نبهنا لكننا لا
نستجيب.
كما بدأت اسأل الله ان تكون جريمة طبربور الاخيرة من نوعها في مجتمعنا،
لكني اشك في ذلك ما بقيت عوامل انتاجها متواجدة وتتعاظم في حياتنا.