حسين مجلي ظلّ حسين مجلّي، من بداياته السياسية رفيقاً صديقاً صدوقاً لعبدالله الريماوي، حتى رحيله المفاجئ أمس الأول، فقد حافظ على أن يفعل ما يقول، ولا يخشى في الحق لومة لائم، وحين قبل بوزارة العدل، غمز البعض من جانب احتمالية تخلّيه عن مواقفه، ولمّا تقدّم باستقالته الشهيرة تأكّد الجميع بأنّ الرجل عصيّ على التغيّر، والتبدّل.
أبو شجاع ترشّح في عشرات الانتخابات الطلابية والنقابية والتشريعية، فنجح في بعضها وخُسّر في بعضها الآخر، ولم يبدّل ولم يتغيّر، وفي مجلس التسعة والثمانين الشهير كان هناك إجماع على ترؤسه اللجنة القانونية، ومن تحت يديه خرجت قوانين الحريات، وتغيّر وجه الأردن التشريعي، إلى حين الردّة التي جاءت سريعاً، وأُفرغت الأمور من مضامينها.
في يوم، حدّثني أحد مواطني دائرته الانتخابية أنّ ناخباً اقترح عليه أن يفعل كالآخرين: أن ينشر المناسف في أنحاء المنطقة، ليضمن النجاح، فردّ بكلّ بساطة: هذا نفاق اجتماعي لن أمارسه أبداً، ومن يريد أن ينتخبني على أساس تاريخي وبرنامجي، فليفعل، ومن لا يريد فليفعل أيضاً.
حسين مجلي كان محامي الدقامسة في المحكمة، ومحاميه في المجتمع، ومحاميه وهو وزير للعدل، وإسرائيل ظلّت لأبي شجاع دولة عدوة في مطلق الأحوال، والوطن العربي واحد ولو قُسّم إلى ألف دولة، ورحم الله صديقنا، وأخانا الكبير، فقد كان من نوع رجال لا يتكررون كثيراً.