اضطرت الحكومة الى الاستعانة بقائد الجيش لتدعيم المصداقية لروايتها الاخيرة حول "كنز عجلون".
لم تكن اسرائيل بعيدة عن اسرار هذا الكنز الذي تبين حسب حديث رئيس هيئة الاركان الفريق اول الركن مشعل الزبن، وجود اجهزة تجسس اسرائيلية منذ 45 عاما، حيث اجريت العملية من قبل الجانب الاسرائيلي باشراف القوات المسلحة الاردنية.
بعد اسبوعين من الحدث، وما ترافق معه من سيل الاشاعات والروايات والاجتماعات والتقارير، والحفر الشعبي في المنطقة الى ان وصل الى الحفر النيابي، تخرج الرواية الاخيرة على لسان قائد الجيش، واعتقد، لا بل واجزم انها الرواية الاخيرة، مهما كان حجم قبول المواطنين لها او عدم قبوله، لكنها في النهاية رواية متماسكة، فيها بعض المعلومات من الرواية الشعبية التي تناقلها المخيال الشعبي في الاسبوعين الماضيين، ومن رواية المتقاعدين العسكريين عن سيارات قادمة من اسرائيل.
في الايام المقبلة لن تقف الاسئلة عند الرواية الاخيرة وتصمت بل سوف تتواصل، واول هذه الاسئلة سوف تكون حول الولاية العامة التي تم تجاوزها بعد الاعتراف المباشر من رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور أنه كان مغيبا عما حدث من أعمال حفر في عجلون، وأن رئيس هيئة الأركان ومدير المخابرات أحاطاه بالتفاصيل العسكرية السرية لما حدث في خربة هرقلة مساء ذلك اليوم بعد الضجة والاشاعات التي أثيرت حول الموضوع.
امام اسئلة الاعلام، من هو العبقري الذي قرر ان لا يتم بث وقائع المؤتمر الصحافي على الهواء مباشرة حتى يتابع المواطنون تفاصيل القضية التي اشغلت الراي العام طيلة اسبوعين، وللسخرية في الساعة التي عقد فيها المؤتمر كان التلفزيون الاردني يبث حلقة من مسلسل كرتوني للاطفال، وكان تلفزيون رؤيا يبث حلقة من برنامجه الساخر "تشويش واضح" لكن موقعه الاخباري كان الاسرع في نقل عناوين المؤتمر الصحافي وعلى لسان الزبن مباشرة.
يبقى سؤال الرواية المعلق في رقبة معاهدة وادي عربة الاردنية الاسرائيلية في عام 1994، والتي مضى عليها نحو 20 عاما بالتمام والكمال، ماذا تفعل اجهزة التجسس الاسرائيلية على ارضنا طيلة هذه السنوات بعد المصادقة على اتفاقية السلام؟ وهل تم في ملاحق الاتفاقية غير المعلنة الكشف عن مواقع التجسس الاسرائيلية على الارض الاردنية؟.