أخبار البلد - أشاد سفير النوايا الحسنة و المدير الإقليمي لمنظمة "أمسام" المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة الدكتور نصير شاهر الحمود، بتنامي مساهمة المرأة الأردنية في الحراك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يصب في صالح البلاد ورفعتها.
وقال في بيان صحافي "دأب جلالة الملك عبد الله بن الثاني بن الحسين على التأكيد على أهمية الدور الذي تعلبه المرأة في المجتمع فقد دعمها عبر تخصيص مقاعد للكوتا النيابية بمجلس النواب كما تواجدت المرأة دوما بمجلس الأعيان فضلا عن الوزارات المتعاقبة كما شغلت المواقع المتقدمة في المحافظات وإدارات الشركات والجامعات".
وأكد الحمود على تميز المرأة الأردنية تاريخيا كأم في صناعة رجال خدموا بلادهم بشرف في مختلف الميادين وزرعوا راية العز والكرامة لتظل الأردن على الدوام سارية شاهقة في الميادين العلمية والثقافية، كما كان للمرأة ذاتها دورا بارزا في الارتقاء بالقطاع الصحي من خلال مساهمتهن الكبيرة كطبيبات وممرضات.
وهاجم الحمود - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 آذار سنويا- ذلك التهكم على أسماء الأردنيات الذي تناوله الكاتب جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية مؤخرا قائلا إن الكاتب المذكور لا يعرف القيمة النوعية للنسوة اللواتي زرعن في نفوس أبنائهن الدفاع عن شرف الأمة وعزها والذود عن مكانتها كما تمكن من بناء أكبر قاعدة تعليمية في الوطن العربي، إذ تتمتع الأردن بأعلى نسب لحائزي الشهادات العليا على المستوى القومي.
وقال " ذلك التهكم لا يعني شيء للمنجزات التي حققتها المرأة الأردنية التي باتت وزيرة ناجحة وعضوا مؤثرا في البرلمان ومديرة للشركات الريادية، بل أن المنتخب الأردني للسيدات لكرة القدم يحمل كأس العرب من خلال فوزه الأخير على مصر في البطولة العربية، وهو ما يعكس المكانة التي وفرها المجتمع المحلي للمرأة".
وأثنى الحمود على مستوى التعليم في الأردن في معرض ربطه ذلك المحور مع احتفالية الأمم المتحدة بيوم المرأة العالمي الذي يندرج تحت إطار "تعليم وتدريب..في مجال العلوم والتكنولوجيا من اجل المزيد من فرص العمل اللائق للنساء"، بيد أنه أكد على أهمية اغتنام فرصة الإصلاحات التي تشهدها المملكة لإعادة الاعتبار للمؤسسات التعليمية لتسترد مكانتها في طليعة المؤسسات العربية المتخصصة.
وطالب الحمود بتوفير مزيد من البرامج التي من شأنها الارتقاء بمساهمة المرأة الأردنية في النشاط الاقتصادي، فالمرأة كانت على الدوام موازية للرجل إن لم تكن متفوقة عليه في غالبية الأحيان في المجال التعليمي، غير أن مساهمتها في سوق العمل لا ترقى على 14%.
وفي هذا الصدد، أكد أن زيادة مساهمة المرأة في الحراك الاقتصادي الأردني ستسهم في تعويض الهدر الناتج عن غياب هذه المساهمة وإن كان يقابل ذلك مساهمتها المؤثرة في تربية أجيال يراهن عليها الوطن لبناء مستقبله.
ودعا لضرورة عدم تمييز أصحاب العمل بين الرجل والمرأة لدى تقدم أي منهما للوظيفة نتيجة حاجة المرأة للتغيب في بعض الأحيان لظروف تتعلق بإجازات الأمومة.
وفي المقابل طالب الحمود المؤسسات المعنية بمخرجات التعليم توفير برامج أكاديمية تناسب القدرات والمميزات التي تتمتع بها المرأة لتحظى بحصتها المناسبة في سوق العمل، مشيرا في هذا الصدد للقطاعات التعليمية والصحية والإدارية.
وزاد " برهنت المرأة الأردنية على جدارتها في حقول عملية كانت تحت سيطرة الرجال، ولتعزيز ذلك علينا تعزيز البرامج الخاصة بها والكفيلة بصقل قدراتها وتعزيز إمكاناتها".
وتطرف لأهمية تفعيل بعض النصوص القانونية ذات الصلة بإنشاء حضانات في المؤسسات التي تعمل بها أعداد محددة منهن لأن عد تطبيق تلك التشريعات الملزمة يدفعهن للانسحاب من العمل لرعاية أبنائهن لعدم توافر البديل".
ويركز احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة للعام الحالي على المساواة في الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا. فبالهواتف المحمولة والإنترنت، على سبيل المثال، تستطيع المرأة أن تحسن صحة أسرتها وحظها من الرفاه، وأن تستفيد من فرص الكسب، وتحمي نفسها من الاستغلال والضعف أمام المخاطر. وبفضل الحصول على أدوات من هذا القبيل، مع ما ينبغي من التعليم والتدريب، تستطيع المرأة أن تكسر حلقة الفقر وتجابه الظلم وتمارس حقوقها.
وقال الحمود في هذا الصدد " يشهد العام الحالي انطلاق العمل هذا العام بجهاز الأمم المتحدة المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لدليل على عزمنا المضي قدما في العمل في هذا المجال من مجالات الاهتمام. فبدون المشاركة الكاملة للمرأة وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة، لا أمل لنا في تحقيق المجتمع الذي وعد به ميثاق الأمم المتحدة، مجتمع ينعم بالاستقرار والسلام والعدل".