قضية تسريبات المحاضر والمواد المسجلة والمصورة ليست جديدة على دولة قطر، وعلى ما يبدو، هنالك جهة أمنية خاصة تتقن هذه العملية، تقوم بالتسريبات في أوقات وظروف تقررها هي، بما يتقاطع مع المصالح القطرية.
الأسبوع الماضي، تسربت من مكتب أمير قطر نسخة من محضر اجتماع جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والشيخ تميم وزعيم حماس خالد مشعل ووفدي الحركتين، بحضور وزير الخارجية القطري العطية.
التسريب فيه لعب سياسي كبير، خاصة انه جاء في ذروة العدوان على قطاع غزة، وعلى ذمة الاسرائيليين، الذين قال فيهم امير قطر في الاجتماع: "ما دامت المعلومات من عندهم فهي صحيحة ــ وصحيفة معاريف تحديدا". ان سبب "تسريب محاضر الاجتماعات بين الرئيس أبي مازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس هدف الى إظهار أن زمن الرئيس أبي مازن انتهى، والهدف إيجاد بديل عنه من حركة حماس".
وتابعت معاريف: "هذه ليست المرة الأولى التي تسرب فيها قطر وثائق تتعلق بالشأن الفلسطيني، فقبل شهرين سُرِّبت وثيقة من وزارة الخارجية القطرية من ثماني صفحات موضوعها الرئيسي عن وريث للرئيس الفلسطيني أبي مازن".
التسريبة القطرية الأخطر كانت في عام 1990 إبّان احتلال العراق للكويت، وفي اجتماع القمة العربية في القاهرة، عندما فتحت "الجزيرة" هواءها للهجوم الحاد الذي وجهه نائب الرئيس العراقي عزة الدوري الى الكويت وقيادتها وإلى وزير الخارجية الكويتي يومها الدكتور محمد الصباح، في وقت كان رئيس الوفد الكويتي الشيخ صباح الاحمد يبتسم بسخرية ولم يرد على كلمات الدوري، وقد أثرت لسنوات طوال هذه التسريبة في العلاقات الكويتية القطرية، والدكتور محمد الصباح شخصيًا.
أمس، وفي محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي كانت تهمة تسريب مستندات تتعلق بالأمن القومي المصري صادرة عن جهات سيادية، إلى دولة قطر، إبّان توليه منصب رئيس الجمهورية، حاضرة في المحاكمات، وتسببت بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي، 15 يومًا احتياطًا على ذمة التحقيقات.
لا ننسى ايضًا ان بداية الأزمة الخليجية ظهرت بعد التسريبات القطرية في التآمر على المملكة السعودية وكانت السبب وراء سحب السفراء الثلاثة.
آخر التسريبات ما كُشف عنه من خلال تسجيل صوتي لرئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، على موقع "يوتيوب"، يتحدث فيه عن تقسيم المملكة العربية السعودية الى دويلات، حيث أظهر الفيديو أن المنطقة مقبلة على بركــــــان، وأن السعوديـــة مقبلة هي الأخرى على ثورة.