نعم، كان على الشوارع العربية ان تطلق موجات فرح غامرة تقديرا وتكريما واحتراما لاهل غزة وبسالتهم وصمودهم البطولي ضد اعتى ماكينة عسكرية اجرامية، هي ماكينة العدو الصهيوني..
بيد أن ما نشر من بنود لاتفاق وقف اطلاق النار لم يحمل لاحد بما في ذلك ابناء غزة ما يسر البال ويليق بالدماء والتضحيات التي بذلوها واذلوا فيه العدو على مدار ايام طويلة، صعبة وساخنة ومريرة..
ومن المؤكد ان ما لم ينشر من الاتفاق اخطر كثيرا من المنشور، ويؤكد عقلية السمسرة والمتاجرة بالبطولات والدماء، في سبيل اجندة لم تقترب يوما من مشروع حقيقي للتحرير، وكانت متشابكة دائما مع اجندة وحسابات اقليمية ودولية مشبوهة تدرك جيدا معنى واهمية الغطاء الفلسطيني لاي حضور وتجاذبات واستقطابات اقليمية في صراع المحاور المعروفة.
وللذين ابتهجوا بحثا عن رمق من آمال من دون أن يطلعوا على الاتفاق، وللذين راحوا يغذون الاوهام وهم يدركون ما فعلوا على طريقة السادات وخيانة دم المصريين وجيشهم، لا بأس من التذكير بالنقاط التالية كما وردت في الاتفاق، وذلك بعكس اتفاق وقف اطلاق النار الذي فرضه حزب الله عام 2006:
1.مقابل (موافقة) (اسرائيل) على فتح (المزيد) من المعابر ومقابل فتح مصر رفح، تتولى السلطة مع (المانحين الدوليين) الاشراف على المعابر واعادة الاعمار.
2.صياغة بقية البنود صياغة انشائية لا قيمة سياسية لها ولا تفرض على العدو او تقيده باية التزامات وشروط سياسية وغير سياسية. ومن ذلك على سبيل المثال ما ورد بالحرف الواحد: (تريد حماس) ويريد (عباس) (ومن المحتمل) و(ينتظر من اسرائيل) …الخ.