على الرغم من أن ما قاله محمود عباس وياسر عبد ربه واضح، الاول باعتباره رئيس السلطة الفلسطينية والثاني ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وملخصه ان الضفة تنضم الى غزة في معركتها المصيرية، ولن تترك وسيلة الا وتستخدمها، وهذا يعني نهاية مرحلة المفاوضات.
على الرغم من ذلك، فقد قوبل ببرود في غزة، وبدا المعلقون السياسيون وكأنهم لا يأخذونه على محمل الجد، فكأن رسالة هؤلاء تقول: لننتظر ونتابع ما يجري على ارض الواقع، فليس هناك من ضريبة على الكلام، أما المقاومة الحقيقية الموعودة فضريبتها تصل الى الدم.
لا يمكن الحديث عن مفاجأة في موقف السلطة، فهذا اقل مما ينبغي فعله في مثل هذا الظرف التاريخي، ومع ذلك فقد فوجئ الكثيرون، ويبدو ذلك طبيعياً باعتبار مقارنة الموقف الجديد بالتصريحات التي كانت تطلق قبل ساعات، وتتحدث عن صواريخ عبثية، وتضحيات بالمدنيين دون مقابل.
في قناعتنا أن هذا الموقف اتخذ بعد لقاء عباس بمشعل، ويبدو أن الاول استمع من الثاني الى ما أقنعه به، وستكشف عن ماهيته الأيام بالضرورة، وفي هذه الأثناء نتمنى ان يتحول هذا الموقف الى انتفاضة حقيقية في الضفة الغربية، وذلك سيكون بمثابة قطع نصف الطريق المؤدي الى الدولة الفلسطينية المستقلة.