أكد وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات أن ما أسماها بـ"الثورة البيضاء" في التربية والتعليم كانت إيجابية في خطواتها الجادة التي بدأت تؤتي ثمارها، ولابد من أن يوازيها تغيير إيجابي في التعليم العالي .
وعبر "الذنيبات" في لقاء خاص مع يومية الدستورحول ملفات التربية بشكل عام، عن حاجة إلى حركة إصلاحية في التعليم العالي لا تقل أهمية عن الحركة في التعليم العام قائلاً : "كنا في الماضي نفتخر بخريجي الجامعات الأردنية، الآن لا نستطيع أن ندافع عن تدني مخرجات التعليم العالي. وقد ذكرت في البداية أننا نعيش في عصر التنافسية وعصر المؤسسات المقتدرة، إذا كنا ننظر إلى التعليم على أنه مصدر لمزيد من الدخول للمستثمر فهذه نظرة خاطئة، الاستثمار في التعليم لا يعني جني الربح، وإنما يعني تجويد عملية التعليم ورفع سوية أداء التعليم، للأسف أقول بمنتهى الصراحة والشفافية أن جزءا منا أخذ الاستثمار في التعليم لمزيد من الربح، وهذه ظاهرة غريبة لا بد من أن يأتي يوم لحلها، وأمانة المسؤولية تقتضي أن يتنبه المجتمع لذلك، وإن لم تعالج مشاكلك بيديك وبعقلك بمنتهى الأمانة والموضوعية فلن يأتي أحد ليحلها لك، ونحن الآن في سباق تعليمي، ولذلك نحن بحاجة إلى قرارات جريئة لإصلاح التعليم العالي والتعليم العام معاً، ويجب أن لا يتأخر أو يتخلف قطاع عن القطاع الآخر، فمخرجات التربية مدخلات التعليم العالي، فإذا كانت مخرجاتنا ليست بالمستوى المطلوب فتكون المدخلات غير جيدة ومخرجات التعليم العالي غير صحيحة، ولذلك نحن بحاجة إلى إعادة هيكلة التعليم بمعناه الشمولي، سواء نتحدث عن التعليم العام أو التعليم الجامعي، هل يعقل أن يكون لدينا الآن في الأردن 330 ألف طالب على مقاعد الدراسة الجامعية، أي ما يقارب 5% من مجموع السكان، وهل يعقل أن يكون لدينا على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات 2ر2 مليون طالب، يشكلون حوالي 30% من عدد السكان، فهل يعقل هذا؟! أين نذهب بهذه الأعداد في المستقبل، وأين سوق العمل الذي سيستوعبهم، وهذا يدفعنا بالضرورة إلى إعادة النظر في سياسات وبرامج التعليم التقني والمهني كجزء أساسي وهام لمعالجة هذا الخلل.