جمال الشواهين
أمين عمان بدأ واعدا ومفعما بالحماس لما تسلم منصبه واليوم يتكشف أن عمان على حالها ولا جديد فيها يستحق الذكر، وكان الأمل أن يترك الرجل بصمات ما، وقد استمع الى الناس مباشرة في مناطقهم عن الاحتياجات وذهبت الوعود أدراج الريح، أقلها حتى الان، إذ إن الأمل عند الناس ما زال نفسه ولسان حالهم يقول: ربما يبدأ الرجل قريبا ليحسن ويصلح ما يمكن تحسينه واصلاحه.
مساء امس تعرض طفل عمره خمس سنوات للدهس من سيارة في شارع ابن تيمية في منطقة اللويبدة، وهذا الشارع رئيس للعديد من المؤسسات العسكرية والحكومية، وهو باتجاه مدارس كبيرة ويعج دائما بالتلاميذ، وحركة السير عليه نشطة جدا في كل الاوقات، ويشكل جراء ذلك مخاطر على حياة الناس كونه مهملا تماما لجهة إعادة تأهيله منذ سنوات طويلة. والشارع يفتقر الى أبسط وسائل تأمين السلامة، فلا مطبات لضبط حركة المركبات ولا إشارات عاكسة ولا ارصفة مؤهلة للمشاة، ولو أنها متوفرة لما تعرض الطفل للدهس، أو ربما لكان الحادث بأقل الأضرار.
من أبسط واجبات امين عمان الذي يعد عمدتها أن يكون متأكدا من اهلية الشوارع الرئيسة على اقل تقدير، والاصل ان يتحمل المسؤولية عن الحوادث فيها إن ثبت أنها سبب في وقوعها ولو بشكل غير مباشر، وفي العواصم والمدن المتقدمة يستقيل العمدة او رئيس البلدية ان وقع حادث سير جراء التقصير في تأهيل الشوارع. ويكفي ان يتفقد الامين شارع الجامعة ليدل الناس على رصيف واحد فيه يؤمن المشاة، وليشاهد بنفسه ان كل المجمعات التجارية فيه معتدية على الارصفة والارتدادات القانونية.
لا أحد يقول ان عقل بلتاجي تسلم منصبه وبيده عصا سحرية، وانما ثقة بنفسه أعلنها على الملأ من اول يوم، وها هي الايام تمضي ولا جديد كما اسلفنا، وان يبدأ متأخرا خير من أن يستمر مكتبيا وللمعاملات التي لن تنتهي، وحتى لا يكون هناك المزيد من الاطفال ضحايا لحوادث السير ومن أجل ألا يتعرض طفل آخر للدهس في نفس الشارع.