يرى الزميل فهد الخيطان في مقالته بالأمس أن ثمة أطراف إقليمية تحاول تخويفنا بداعش لغايات جلبنا إلى خيار اللجوء نحو المحور هذا أو ذاك.
لكن يأتي هنا السؤال – إن اعترفنا بصحة التحليل السابق – ما هي أهمية وجودنا في أي من المحاور، وهل الدور الأردني حاسم ومؤثر إلى هذا الحد؟.
هل فعلا نملك نحن في الأردن القدرة على أن نكون رأس حربة ناجعة يمكن من خلالها توظيفنا في معركة العالم مع داعش، أم إن الأمر لا يعدو كونه توريطا واستهبالا سياسيا؟!.
ما يخيفني أن يستجيب مطبخ القرار لهذه الدعوات ويستلهمها، ويعتقد أننا سنجني من ورائها فوائد، وما يخيفني أكثر ان الرياض وواشنطن، كلاهما مجمع على ضرورة لعبنا لدور ما.
الضغوط علينا ستكون كبيرة من كل الأطراف لنتحرك نحو داعش تحت عنوان مكافحة الأرهاب وثمة ضغوط اخرى تمثلها حقائق الموقف على الحدود، وهنا يجب الانتباه وعدم التسرع.
الجميع مع حماية حدودنا بالغالي والنفيس ونحن مع الاستنفار الأمني عالي المستوى، لكن على شرط ان يبقى الأمر ضمن استراتيجية درء المخاطر وعدم جلبها الى داخل حدودنا.
المقاس الذي يجب ان نتحرك من خلاله هو مصالحنا الحيوية من جهة، وحقيقة التحديات والمخاطر من جهة اخرى، دون زيادة او نقصان، وبهذا سنعبر من الأزمة سيما اذا ما قمنا بتمتين جبهتنا الداخلية على أفضل حال.