سالني معاتباً : "ملّت قلوبنا من السياسة ،الا تريدون العودة للكتابة عن همومنا وعن اوجاعنا وعن قضايانا لعلها تصل لمسامع حكومتنا تحدثو عن وجعنا ّ" ايها الكتاب واتركونا من السياسة التي لم نعد نعرف هويتها ولا حتى ملامحها
أليست الكتابة اخي عما يجري في العواصم العربية مرتبطة بوجع الناس ، وبقضايا الوطن، والأمة ؟!
اليس ..هذا الغضب الذي يفور في الشوارع العربية ، وينتقل من مدينة إلى أخرى ، هو نتيجة لواقع مأساوي اكتنف حياة النّاس في هذه البلدان الغاضبة ، بدءاً من رغيف الخبز إلى وقفة المواطن أمام موظف فاسد ، إلى .. إلى ... إلى الموقف السياسي لهذه البلدان التي ظنت قياداتها أن الجماهير نامت عنها ، وعن اهتما مها بالقضايا الكبرى .
ماحدث في تونس ، وما حدث في القاهرة ، ومايحدث في ليبيا ولا ادري الى اين المسير الى أماكن أخرى من العالم العربي ، لايمكن أن نفصله عن حالة الوجع التي تنتاب الواقع العربي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً ؟؟
، مجموعة من القضايا تبدو للوهلة الأولى منفصلة عن بعضها بعضاً ، وفي حقيقتها متصلة ومترابطة ..القضية في بعدها أهم وأكبر من قضايا خبز مغموس بالذل والعار والوقوف على ابواب التنمية الاجتماعية اكثقل من جرة الغاز واكثر من سعر جلن الكاز
نعرف ، ويؤكد التاريخ دوماُ أن السلطة السياسية التي تخون قضايا شعبها ، وتحاول اختزالها برغيف الخبز المغموس بذلّ ، هي مصدر كل فساد وعلى أي صعيد ، وهي سلطة تحول بين الجماهير وتطلعاتها الوطنية والقومية .. فالحاجة دوماً إلى قيادات تحمل قضايا الناس ،
في ظل ظروف المواقف الصحيحة قد ينشأ فساد وفاسدون أيضاً ، لكنهم ظاهرة من غير جذور ،ومن السهل اقتلاعها عندما تتوفر المناخات المناسبة ، فالفساد هنا طارئ ، لأن النظام السياسي الوطني ، يحمل في مكوّناته قوة مناعية تمكّنه من استئصال الفساد المتراكم على مسيرة الحياة اليومية للناس مهما كان حجمه ونوعه وان كان قد امهل لكنه لم يهمل .
عانينا كثيراً من الضغوط النفسية من الفقر من البطاله من المرض من العطش في فترات ولم نجد من يمد او مد لنا يد العوون حتى ممن كنا جداره الصلب ، لسبب واحد هو أننا وقفنا ضد الظلم منادين بالوحدة بالحياة الافضل لانساننا الاردني الكبير بكل معنى الكلمه ،وبالرغم من هذا بقينا غير محتاجين لاحد رافعي الراس مهابه حدودنا محصنه كراكتنا بهية طلعه بلدنا لأن قيادتنا لم تساوم على كرامته القومية . ..
.
كلنا يعلم إن من أهم أسباب تأزم الواقع العربي اليوم هو الفساد السياسي ، هذا الفساد المتعدد الوجوه أنتج فساداً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً ،وقيماً ومصطلحات جديدة كانت في الماضي مرفوضة ومدانة ، و تجلب لصاحبها وأهله العار ،وتتسع دائرة العار لتصل أحياناً إلى أهل قريته أو حيّه أو مدينته .
كان السارق موضع عار هو وأهله ، وهو اليوم في موضع المباهاة بما سرقه ، ويتجلى ذلك في مسكنه وملبسه وسيارته وفي كل شيء للمرتكب يأخذون يده باحترام ، ويمنحونه الألقاب العظيمة نفاقاً وتقرباً ، وتفتح له الأبواب ويصير وأسرته من سلالة مجد وأصالة ، ومحظوظ من يحظى بالانتساب إلى هذه الأسرة بالزواج أو بالقرابة .
ماذا اكتب عن وجع الناس ؟! ..
الحديث اليوم عن الأخلاق والسلوكيات والقيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية يضع صاحبه في موضع السخرية ، وربما في موقع الاتهام والاستخفاف ، وهنا يختلط الحابل بالنابل.
هل سمح في العواصم المهتزة اليوم بغضب الجماهير أن يقال للفاسد فاسد ؟!
هل أقامت أنظمة هذه العواصم حواراً مع الناس ،
وهل أقامت أحزابها الحاكمة حواراً مع قواعدها ؟!
هناك سلطة وموالاة للسلطة.
منذ سنوات طويلة لم يقم في أغلب البلدان العربية حوار حقيقي بين الناس والمسؤول ، كان هناك متحدث و كان هناك مستمعون ، قرار ومنفذون للقرار ، خطباء ومصفقون للخطيب ..
وبمرور الوقت حصل نوع من العلاقة الكاذبة بين المواطن والمسؤول.
في تجربتنا الاردنية ،
لاننكر إن هناك عدائية معلنة للسياسات الأمريكية ، وهناك عدائية للصهيونية ، وهناك انحياز معلن للجماهير وقضاياها الوطنية والقومية ، وفي الاردن مدّ بشريّ ينحاز لمواقف القيادة الحكيمه الواعية التي عرفت كيف تحب وتنحب كيف تحترم وتحترم بضم التا ء .
وفي الشارع الآخر ، أقصد في بعض العواصم العربية مدّ بشري يثور على فساد الأنظمة وطغيانها وتفريط بقضايا الأمة .. نأمل أن ينجح في إعادة مسارات الأمة إلى جوهرها الطبيعي.مثلما نتمنى من الله إن يجنب بلدنا واهلنا الفتنه وان يهب قيادتنا الصحة ليظل الاردن انموذجا يحتذى به
pressziad@yahoo.com