يخرج الشاب «أحمد» مندهشا وهو يتلقى «للتو» شروط اقتناء الجهاز الخاص باستقبال اشارة البث لمباريات كأس العالم، التي ستنطلق في البرازيل بعد أيام، من الوكالة الخاصة ببيع تلك الاجهزة، باعتبار ان راتبه الذي لا يتجاوز الـ 400 دينار لا يمنحه فرصة شراء الجهاز الذي تصل تكاليفه الى حدود الـ 270 دينارا، شاملا مشاهدة القناة المحتكرة لحقوق البث للمونديال، اضافة الى مباريات بطولات الدوريات الاقوى في اوروبا ولمدة عام واحد.
. وهنا يتساءل احمد كيف يمكن للمواطن البسيط الذي يتعلق باقوى بطولة على وجه المعمورة، ان يحظى بالمتابعة اسوة بغيره من عشاق الكرة في العالم، في ظل هذا التعسف الذي تمارسه الفضائية العربية ،التي لا تفرق في المعاملة بين المواطن المسحوق والمقتدر…؟!!
غير ان صديقه الذي لا يقل حنقا عنه «سليم» اتجه الى منحى آخر يجنبه دفع المبلغ الكبير هذا، ويوفر له متعة المشاهدة في آن معا.. حيث يراهن على قدرته ومعه مجموعة من الاصدقاء على اتباع اسلوب المشاهدة نفسه الذي مارسوه في مونديال جنوب افريقيا 2010 ، عندما لجأوا لاستخدام الطرق غير المشروعة، بالقيام بفك التشفير عبر استخدام بعض الاجهزة الخاصة، والدخول الى موقع القناة الرسمي لالتقاط البث، برغم ان هذا الامر يحتاج منه كما يقول لمجهود كبير، ذلك ان الفنيين في القناة يقومون باستبدال التردد في اوقات غير معلومة، ما يجبرهم على القيام باجراءات رفض الافصاح عنها لاعادة التواصل مع المباريات بفترة زمنية قصيرة..!!
المواطن الاردني الذي مازال يامل ان تنخفض اسعار الاشتراكات التي حددتها الشركة، يتذكر تماما بادرة شركة الـ art التي كانت الى وقت مضى الراعية الرسمية للمونديال وبطولات اوروبا، عندما حددت اسعارا معقولة للدول غير المقتدرة، في حين نالت دول الخليج النصيب الاكبر من قيمة الاشتراكات، وهو لذلك تراه ينتظر بامل ان تبادر الشركة «المحتكرة» الى التخفيف عن كاهله قبل ان يطلق حكم مباراة الافتتاح صافرة البداية في الثاني عشر من الشهر الحالي..!! المشكلة ان الاتحاد الدولي لكرة القدم اكد، عبر رئيسه بلاتر غير مرة، حق مشاهدة متعة الكرة للفقراء والاغنياء على السواء، لكنه وبكل اسف ينظر هو الاخر لجني الارباح من عقود الرعاية لمباريات المونديال، والا لكان قد تدخل في موضوع الاحتكار البشع لشركات تهدف الى التكسب ولا تفرق في مسعاها هذا بين غني وفقير ..
ولان الافق لا يحمل معه البشرى لعشاق الكرة في الاردن، فان ثمة مبادرة نجزم بان الاعلان عنها سيتم بعد ايام قليلة، سيقوم بها ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله، الذي سيوفر اشتراكات مجانية للمواطنين، سوف يستفيد منها القطاع الواسع من الشباب عبر شاشات العرض الضخمة، التي ستنصب في الساحات العامة، وعبر المراكز الشبابية التابعة للمجلس الاعلى للشباب والمنتشرة في العاصمة ومختلف محافظات ومدن المملكة، التي ستوفر المشاهدة المجانية لمن يرغب، وغير ذلك فالنوم هو الوسيلة المثلى للنسيان في مثل تلك الحالة..!!