صرخة الاحتجاج التي يستعد لاطلاقها قريبا رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الدكتور الزميل موفق محادين في مؤتمر صحافي بعدم تعاون رئاستي الحكومة والديوان الملكي مع الرابطة في استضافة المؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب، تستحق وقفة تضامن من الاعلام والمؤسسات الوطنية.
قبل أن تبدأ رابطة الكتاب الاردنيين، في الشروع باستضافة «قمة المثقفين العرب» في عمان، تواصلت مع الجهات المعنية في البلاد، منها رئاسة الحكومة ورئاسة الديوان الملكي، ووضعت الجميع في صورة المؤتمر، وتلقت اجابات وكتبا ترحب بعقد هذا المؤتمر، ومباركة اعماله.
رابطة الكتاب استبشرت خيرا بهذه المباركة، ووجهت كتابا الى رئيس الحكومة، تأمل فيه موافقته على رعاية المؤتمر، ودعمه، وتؤكد أن عدد المشاركين العرب نحو 50 أديبا وكاتبا يتوزعون على ثلاث فعاليات بالاضافة الى اجتماعات الامانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يضم 15 اتحادا وأسرة ورابطة وجمعية، واستضافة روائيين عالميين، هما التركي أورهان باموق الحاصل على نوبل والفرنسي اللبناني أمين معلوف، وسيكون على رأس المؤتمر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي الناطق الإعلامي للجنة الخمسين في مصر.
للعلم؛ سلماوي كان قد تلقى وعدا من وزير الثقافة السابق بركات عوجان بدعم المؤتمر، واستضافة اعماله، التي تقام على هامشه مجموعة من الفعاليات الثقافية والفكرية ومهرجان الشعر العربي، وملتقى السرد العربي، وندوة فكرية حول «الثقافة والتكفير»، كما سيتم إشهار رسالة عمّان التنويرية.
هل من المعقول ان تبخل رئاستا الحكومة والديوان على «قمة للمثقفين العرب» تقدر نفقاتها الإجمالية نحو 50 الف دينار، تشمل الإقامة والمواصلات والضيافة ورحلات نوعية للتعرف على معالم الأردن الثقافية والأثرية والتراثية.؟.
هل من المعقول ان وزن الثقافة في عقل الدولة الاردنية لا يساوي تقديم دعم حقيقي ملموس لقمة يحضرها 50 اديبا وكاتبا و15 رابطة واتحادا عربيا، من المفترض ان نستفيد منهم، لينقلوا صورة الاردن الامنة راعية الثقافة الجادة والتنويرية في زمن تطغى علينا فيه ثقافة «داعش» و «النصرة».
كنت منذ بداية التحضير للمؤتمر من المتحمسين، والمتفائلين ان تلتقط الجهات الرسمية هذا الفعل الثقافي الحقيقي، وتتبناه، من الفه الى يائه، كما لا بد ان يفعل ذلك المتنورون في القطاع الخاص، ووجهت الزميلين موفق محادين ومحمد سلام جميعان الى بعض العناوين التي لن تبخل على «قمة للمثقفين العرب» من الدعم والرعاية، لكن يبدو ان لا مكان للتفاؤل والثقافة ولا نصيبا في اجندات معظم مؤسساتنا، الرسمية والخاصة.
ما يحتاجه المؤتمر لا يتعدى 50 الف دينار، ورعاية وتسهيلات لوجستية، والحكومة التي تعوض مصفاة البترول المملوكة من القطاع الخاص خمسة ملايين دينار عن الخسائر الناجمة عن رفض دخول شحنة اسطوانات الغاز المخالفة للمواصفات والمقاييس، كما كشف عن ذلك في «العرب اليوم» زميلنا المحلل الاقتصادي المبدع عبدالمنعم الزعبي، ليست عاجزة عن دعم «قمة للثقافة العربية».