كتب المهندس محمد الشرمان - مدير الحراج:- كم أنا اليوم حزين وأنا أقوم بزيارة الى شجرة القينوسي في بلدة السموع في لواء الكوره، لقد عزمت ومنذ مدة طويلة لزيارة هذه الشجرة التاريخية التي يقدر عمرها بأكثر من 750 عام هذه الشجرة الشامخة شموخ هذا الوطن الحبيب.
نعم هذه الشجرة التي فجعتنا بموتها قبل مايقارب الثمانية أعوام؛ زرتها اليوم وأنا أعلم انها ماتت ولكنها لم تمت ميتة الجبناء لقد ماتت هذه الشجرة واقفة وما زالت وهكذا هم الكبار والعظماء يموتون كما الاشجار واقفين.
انا اليوم حزين ولا ابالغ ان قلت انني وانا اقف تحتها اليوم وقد غادرتها الحياة وماتت منذ حين لقد ذرفت دمعة من عيني على هذه الشجرة شجرة القينوسي التي تروي وهي ميتة قصص وحكايات ان هذا الوطن الأبي هذا الاردن الحبيب وطن الشموخ والعزة والكرامة أشجاره تروي حكاياته حكايات ألاباء والاجداد الذين حافظوا على أشجاره التاريخية وتراثه واورثونا كل شيء فيه كما ورثوه من آبائهم واجدادهم.
لنحافظ على هذا الوطن الحبيب، لنحافظ على هذا الارث العظيم الكبير، لنحافظ على اشجاره وغاباته وبيئته ونتركها لأبنائنا واحفادنا وللاجيال من بعدنا، فهذا هو الانتماء والوفاء للوطن لا ان نتاجر بها ونتركها نهبا لغابات الباطون والبناء بحجة تنمية هنا ومشروع وسياحة هناك، ألا يمكن ان نشيد مشروعا او تنمية إلاَ على اشلاء اشجارنا وغاباتنا وبيئتنا.
اعود للحديث عن شجرة القينوسي والتي ما زالت واقفة وشامخة رغم موتها منذ سنين وانا اقف تحت هيكلها اليوم كم كنت حزينا وكاني اجدد احزان وفاجعة موتها التي اصابتنا قبل سنين.
كانت الغيوم في هذا اليوم تتلبد في السماء والامطار تتساقط على ربوع بلدة السموع وجنين الصفا في لواء الكورة العزيزة كانني اكاد اقول ان الامطار التي تساقطت علي اليوم وانا اقف تحت شجرة القينوسي دموع تنهمر حزنا والما على موتها وكانها حزينة على ما اصابها، يا الهي الربيع والدحنون نبت حولها وتحت هيكلها وكانه يحن لها ويرنو لتلك الايام الخوالي عندما كانت شجرة القينوسي في خضرتها وحيويتها.
لقد زرتها اليوم لان هناك من يطالب بازالة هذه الشجرة وقطعها بحجة انها تؤثر على السلامة العامة فشجرة القينوسي ايها الاعزاء عاشت ومنذ مئات السنين لوحدها وعلى طرف الشارع وليست قريبة من اي منزل او مدرسة ولا اعتقد انها تؤثر بأي شكل من الاشكال على السلامة اوانها قد تؤذي الانسان فلقد كانت لمئات السنين يستظل تحتها الناس ويجلسون وياكلون ويتسامرون وينامون ويتفيأون ظلالها ولم تؤذهم يوما فلا اعتقد انها ستصيبهم باذى اليوم بعد موتها الحزين.
ولقد عقدنا العزم في دائرة الحراج بوزارة الزراعة على ان نقوم باعادة صيانة ساقها واعادة تأهيل السور المحيط بها ومعالجة ساقها وفروعها ببعض المواد التي تحافظ عليها ليبقى هيكل هذه الشجرة التي نحب شاهد وذكرى لنا ولمن بعدنا ولتروي لنا حكايات الزمان والسنين الكثير من دول العالم وشعوبه والتي تحترم بيئتها وتراثها وأشجارها التاريخية تحافظ عليها حتى وان ماتت ومن هنا أدعوا كل المحبين لهذه الشجرة والجمعيات البيئية وغيرها والجميع دون استثناء بان يكونوا معنا لنحافظ على ما تبقى من هذه الشجرة الشامخة في بلدة سموع بمحافظة اربد الرمز البيئي والطبيعي للواء الكورة عميدة أشجار البلوط والملول التاريخية في جرش وعجلون والسلط والعالوك والشوبك وفي ربوع وطننا العزيز.
م. محمد الشرمان
السبت 26-2-2011