لم يخرج المزارع الأردني إلى الشارع إلا بعد أن انكشف للسماء، وأصبح عاريا تذروه الرياح وتتخاطفه القرارات والأهواء، التي لم تعد لتفكر بالزراعة ولا بأهلها.
خرج المزارعون ليقولوا للحكومة إنهم مظلومون من أطراف كثيرة؛ أولها الحكومة وثانيها التجار وآخرها الاسواق التي أغلقت عليهم بسبب عجز الإبداع الرسمي.
لم أتوقع للحظة أن تعجز الحكومة عن احتواء هؤلاء، وأن ترسل لهم قوات الدرك لتفض اعتصامهم، وتوجه هراواتها الى رؤوسهم بدل ان يتم تكريمهم ودعم موقفهم.
بالتزامن مع ذلك تسعى الحكومة الى عقد تسوية مع المطلوب المحكوم في قضية الفوسفات الكردي؛ ليعود للبلد معززا مكرما مع تسوية مالية قد لا تبلغ ما تم اختلاسه هناك.
ايضا الحكومة تحاول استرضاء نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان الأسبق والمساهم بالملكية؛ من أجل ان يبيع حصته مقابل ثمن أكبر من حقيقة قيمة السهم.
لاحظ معي، الحكومة تتساهل مع مجرم مدان ومحكوم، وتستعطف آخر ليس بمواطن، وفي نفس الوقت توجه عصاتها وهرواتها للمزارع الفلاح الذي يستحق ان تقبل يداه.
مشهد درامي بائس عشناه في اليومين الماضيين وللأسف لم نسمع من المعارضة او الحراك والاحزاب اي تعليق او تحرك او موقف.
الحكومة تتراكم أخطاؤها وعلى كافة المستويات، ولن اتحدث عن رحيلها؛ لأن البدائل ضمن آلية الحكم لن يكون منتجا مختلفا؛ لكننا نقول عيب أن يضرب المزارع ويتم التفاوض مع محكوم ومدان!.