سفراؤهم ليسوا كسفرائنا؛فإرسالهم لعواصم العالم خاضع لمعايير وقواعد الكفاءة والفهم، ومن ثم يتم نقاشهم أمام الكونغرس ليقدموا رؤيتهم وتصورهم.
عندنا السفراء يعينون إما لاعتبارات كرومسومية او من خلال شبكة علاقات، أو إنهم تعبير عن محاصصة وشراء للولاء السياسي.
ليس إلا .... هناك سفيرة أمريكية جديدة تم تعينها في الأردن، وقد حضعت لمقابلة وحوار أمام اللجنة المعنية في الكونغرس والشيوخ، ونشر اللقاء على شبكة الإنترنت.
السفيرة الجديدة تحدثت أمام اللجنة بلغة ومشروع لا يختلف كثيرا عما عرفناه عن التصور الأمريكي للأردن، ولم تأت بجديد يذكر في هذا السياق.
الملف السوري حاضر بذهنها وكذلك قضية التسوية، أما موضوع الإصلاح فلا ضغوطات قادمة على اعتبار الرضا الأمريكي الكامل عن إجراءات الحكومة.
ما يلفت أن السفيرة تناولت ملف الجماعات الجهادية بروح من نوع ما، فقد ذكرت أن بلادنا محاطة بسوار من الجهاديين في سوريا والأنبار وأنها تؤكد التنسيق الامني معنا والقائم المستمر.
لم أشعر بروح جديدة في هذا الملف فهي تعول على إرث التشاركية والتبعية الأردنية في هذا الملف، ولعله من المناسب هنا التحذير من الانخراط الكامل معهم؛ فالظروف مختلفة والجهاديون منهم أردنيون.
أيضا لفت نظري أن السفيرة تحدثت عن نشاط السفارة الأمريكية في عمان رقميا، فمن يزورنا منهم كثيرون، ومن يتردد عليهم منا كثيرون كذلك.
وهنا نود طرح سؤال مهم عن المسافات الواجب اتخاذها كأمان للعلاقة مع الولايات المتحدة ومع السفارة ولعلنا نتحسر لزمانين الفارق بينهما ليس بالشاسع.