مسيرة الحسيني 2...الأردن الراقي !
عاطف عتمه
يقولون : خيل السباق الأصيل الذي يبدأ الماراثون قويا يختم الجولة قويا ، والأمر المثلج للصدر انه وبالرغم من حر الثورات الخلاقة الشديد الذي يرفع حرارة الأشياء من حولنا ، إلا أن حكومة البخيت لغاية اللحظة أوفت بوعودها وتريح الأعصاب وتبعث على الراحة والاسترخاء ، واتخذت خطوات روعة في الايجابية وتحاكي الشارع على الأقل بجزء كبير من وجدانه العام ، ولا اقصد بعض الجماعة التي تتمرس خلف مواقف بيّاعة للشارع العام ، وقد جاءت خطوة وزير العدل بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في "البلطجة " بعد استنكار ما حصل ، وكما جاءت ظاهرة التواجد الأمني في مسيرة الحسيني 2 بمشاركة الأجهزة الأمنية بكل مستوياتها الرتبية ، بلباسهم العسكري دون حملهم لأسلحتهم الفردية ، جاءت تشيع أجواء الأريحية وتحفظ كرامة الناس ، وزادت الحلة بهاءا بمشاركة مدير الأمن العام في المسيرة ومصافحته للمشاركين ، وهي صورة الاردن الحضارية العالية الحس ،والتي تساهم في تقديم الأردن كنموذج طفرة أمام شعوب العالم ، بينما كانت تفوت الفرصة على كل الحاقدين والمتربصين بهذا الوطن .
وفي صورة أخرى ناصعة ، كانت قوة الحماية المرافقة للأخ شبيلات تودعه على الحدود الأردنية ويودعها بأمان الله ورعايته وهو يغادر في زيارة خاصة للشقيقة سوريا ، ولربما يكون الأخ شبيلات في موعد مع فضائية يوجه فيها النقد المقذع لبلده ، وليكن ولا ضير ، ولكن ليتنبه الأخ ليث من الاقتراب من نقد الشقيقة سوريا أثناء إقامته، وخاصة في مثل هذه الظروف ، وأظنه لن يفعل لأسباب مختلفة ، وان فعل اعتقد انه سيحظى بالتكريم الذي يحظى به في الاردن على حد سواء ، إن لم يكن أفضل ، ولا أظن إن هناك من يعارضني رأيي !
وأعود لأقول : ثم أن عملية التعديلات الايجابية التي أجرتها الداخلية على قانون الاجتماعات العامة ، وتحويل ملف سكن كريم لمكافحة الفساد ثاني أثافي الوعود لمزيد من إلاجراءات لتوفير مزيدا من متطلبات الشفافية والحاكمية الرشيدة .
كما وان التعامل بإنسانية مع أشخاص قضية المصفاة ، بعيدا عن التصفيات، بالسماح للقضاة بالمشاركة في عزاء شقيقته ، وشاهين في السفر إلى الخارج للعلاج على نفقته ، بما يشير إلى إمكانية مراجعة قضية المصفاة ، لخروج بعض أصوات التظلمات تطالب بإعادة دراسة القضية لظهور أصوات تطالب بالإنصاف والعدالة وتدعي الإجحاف والتصفية فيها – إن وجدت ولا اعلم – فهي أيضا صور ايجابية ، من شانها رفع صورة المصداقية والعدالة في أبهى صورها ، ثم في النهاية يكون حكم القضاء – ولا ضير- !
حكومة البخيت تقدم نماذج رائعة باتجاه الإصلاح ، نؤيدها ونباركها ، كما استنكرنا سابقا مخالفاتها ، تعظيما للانجازات وحفاظا على المكتسبات ، لا تزلفا وتقربا إلا من وجهه تعالى ، ونتمنى أن تواصل الحكومة الاستمرار على هذا النهج ، لنراهن على الخيل السابق لينهي الجولة كما بدا قويا !