أقسم زميل وصديق إماراتي سألني عن مبررات رعاية سياسي بحجم طاهر المصري حفلا فنيا مؤخرا على انه ومنذ ولد «عمره 44 عاما» تعايش في بلاده مع تشكيل حكومة جديدة مرتين فقط.
بمعنى أن الرجل شاهد تغييرا وزاريا في بلاده مرتين فقط، وعلى الأغلب لن يشاهد الثالث بعد.
الرجل تحدث في نطاق الاستغراب من كثرة تعدد الحكومات والعدد الكبير لمن يحملون لقب دولة ومعالي في الأردن، وقال: هذه ليست تغييرات وتعديلات وزارية بل «بوب كورن».
وجهة نظر الصديق ان الوزراء ورؤساءهم في الأردن تماما مثل «البوشار» بسبب كثرة العدد وانا أضيف إليه عبارة «وقلة الحيلة».
قالوا قديما: كثير النط قليل الحيلة. وازدحام المملكة بمن يحملون لقب معالي أو دولة، ليس بالضرورة دليلا على كفاءة الإدارة الأردنية، بقدر ما هو دليل على غياب الكفاءة وكثرة «النط» وبالضرروة «قلة الحيلة».
السبب واضح ومعروف؛ وهو ذهنية المحاصصة البائسة التي تجعل التغيير الوزاري وتوزيع المناصب في الأردن عبارة عن عملية سقيمة إداريا لا معنى لها، ومرسومة على قدر التوازنات العشائرية والمناطقية ليس أكثر.
هذه المحاصصة خصوصا في الوظائف العليا أصحبت عنوانا لعدم التقدم في الإدارة، ولسلسلة لا متناهية من الأخطاء التي لم يعد من الممكن استمرار التستر عليها.
نعم؛ للأسف، الوزراء في بلادنا أكثر من الهم عالقلب، وينشغلون بعد الوظيفة بالجاهات والأعراس والمناسبات الإجتماعية التي لا تقل بدورها بؤسا عن واقعنا السياسي والإداري.
نعم.. «بوب كورن».. نعم فوشار.