العالم العربي إلى أين ...؟!
بقلم:الأستاذ الدكتور مخلد الفاعوري*
ماذا يجري في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ؟! أهي هي ثورة جياع يحتاجون الخبز؟! أم ثورة جياع يحتاجون الحرية والكرامة؟! أم هي هبات شعبية جماهيرية أسقطت حاجز الخوف والرهبة من الحكام؟! اللذين جثموا على صدور الشعوب عقودا طويلة وسلبوا الشعوب الكثير من حريتها وتقدمها. أم هي أصابع خفية لدول كبرى تريد استبدال حكام الحقبة الماضية بحكام جدد ووجوه جديدة؟! تدخل خشبة المسرح السياسي العربي بشعارات جديدة وأفكار جديدة ورؤيا سياسية إقليمية ودولية.
نعم كل ما نخشاه أن تذهب نضالات وهبات الشعوب العربية وثوراتها وشهدائها ضحية مؤامرات داخلية وخارجية. وهل الشعوب جاهزة لتجمل أفكارها وتؤطر عملها وتعد لجانها وهيئاتها ومؤسساتها لاستلام زمام السلطة بعد ثورتها وطرد الانتهازيين الطفيليين حتى لا يكونوا عبئا على الثورة لا بل لا تسرق الثورة وتسرق منجزاتها على أيدي أولئك المتلقين.
نعم هناك أسئلة كثيرة وكبيرة تدور في خلدي وأنا أرى بني قومي يثورون كالبركان هنا وهناك وارى أنظمة تتساقط هنا وهناك.
نعم لقد تعبت الجماهير من حالة التردد والخوف وهي اليوم تحسم موقفها متمنيا أن يكون موقفا مبدئيا نابعا من وعيها بأهميتها أولا وبأهمية ما تقوم به وتحدد أهدافها بوعي لا يرقى إليه شك من قدرته على إحداث الفعل ... الفعل الواعي المدرك لخطورة وصعوبة القادم. والحقيقة أن ما أثار ذعري وخوفي هو ذلك الحرص والرغبة التي تبديها الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في التصفيق والتهليل لهذه الثورات والسؤال المحير والمسيطر على وعينا هو متى كانت الإدارة الأمريكية حريصة على شعوب هذه المنطقة؟! ومتى كانت حريصة على الديمقراطية؟! وهي التي تنهب ثروات شعوب العالم وخاصة الشعوب العربية على امتداد وعقود طويلة وأوغلت في ذبح الشعوب العربية من الوريد إلى الوريد في العراق وفلسطين عبر وكيلها المتمثل في الكيان الصهيوني حيث قتل في العراق وعلى أيدي الأمريكيين ما لا يقل عن مليون شخص لا ذنب لهم سوى أنهم عرب عراقيون يملكون ثروة وفكرا وحدويا وتحرريا أما في فلسطين فحدث ولا حرج حيث تعبت الأقلام عن الكتابة لكثرة تدوين الأحداث والجرائم التي ارتكبت في فلسطين ومنذ قرن من الزمان حيث تم إبادة شعب كامل وطردة خارج وطنه وتمت سرقته على مرأى من هذا العالم الحر الذي يتباكى على الديمقراطية وعلى حرية الإنسان وكرامته. فأين فلسطين والعراق وأفغانستان من ديمقراطية أمريكا أم أن هذه الشعوب استثناء؟!......
أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * malfaouri@hotmail.com