على غرار حالة عدم الاستقرار في حالة الطقس التي تعيشها البلاد، وما تُخلِّفه من أمراض تلو أمراض، فإن الوضع بشكل عام غير مستقر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، يكفي التوقف عند عدد الوفيات والإصابات اليومية بسبب العنف والقتل وحوادث السير.
قبل أكثر من 5 أعوام، تنبه المحرر المسؤول في ساعة متأخرة من الليل بصحيفة كنت أعمل بها إلى أن الموضوع الذي كتبتُه عن آثار تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الحالة الاجتماعية، يمس البعد الوطني فأزاله دون تردد.
اليوم نجني تردي تلك الأوضاع، فشقيق يقتل شقيقته بدم بارد، وآخر ينفذ حكم الإعدام بابنته الشابة، وأصحاب سوابق يحطمون نوافذ محلات تجارية، وآخرون يتشاجرون لحد قطع الأطراف.
لا علاقة بذلك بـ»الربيع العربي»، ولا يمكن ربطه باحتجاجات الشارع التي بدأت منذ 3 أعوام، بل لا يمكن لوم مئات الآلاف الذين عادوا بسبب حرب الخليج؛ فمن الناحية العلمية على الأقل يمكن احتساب معدلات الجريمة بأنواعها مقارنة مع عدد السكان، يتبين أنها في زيادة كمًا ونوعًا، دون استثناء العوامل السابقة.
في بلادنا حالة احتقان في حافلات النقل ولدى سائقي التكاسي، حتى الركاب لا يخفون غضبهم من تردي الوضع، الشكاوى في كل مكان، هنالك من يتحدث عن الواسطة وآخر يلوم المحسوبية، فساد يظهر على السطح بين الحين والآخر، حوادث أسبابها الرئيسية الحديث عبر الهاتف المحمول، في الشارع الكل يعتقد أنه على حق.
الناس تتحدث في مواضيع دون مضمون، تفرغ طاقاتها وغضبها عبر وسائل التكنولوجيا لتتجاوز الهواتف مواقع التواصل، حتى إن الشجار مع شرطي أصبح عادة، في المقابل حواجز التفتيش أصبحت بعدد أعمدة الإنارة.
قبل أيام أبلغني سائق تكسي أنه لا يأبه لأي كان، ردد عبارة غريبة مفادها «قالوا للقرد بدنا نسخطك، فأجاب هل سأصبح أبشع من ذلك»، ذلك يقود للمجهول في حال بقيت الإرادة السياسية في البلاد بدون إرادة، وفي كل مرة لعبت على عامل الوقت الذي تمر ساعاته كل يوم بمزيد من العنف والقتل.