ورد التعليق التالي على مقالي بعنوان " هل يمكن التخفيف من وطأة ظاهرتي الفقر و البطالة ؟ بالتأكيد و بسرعة " من المتابع الأستاذ عباس النوباني : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أحييك على حرصك الدائم والدؤوب في التفكير بمواضيع غاية في الأهمية ( الفقر والبطالة ) ، وهي نتاج طبيعي لمرحلة طويلـــــة من ســــوء التخطيط وسوء التنفيذ معاً !! أرى أنك تجاهلت في طرحك الحكومة !! ولا أدري القناعتك بعجزها عن حل هذه المشكلة وبالتالي تنتفي عنها شرعيتها .. لأن هذا هو صميم واجبها !!! أو أن الحكومة قادرة على حل جزء منها وبحاجة لمساعدة القطاع الخاص الداخلي والدول الشقيقة ؟ وهنا أتساءل ما هي مصلحة القطاع الخاص أو الدول الشقيقة في تخفيف وطأة الفقر والبطالة عندنا ؟!!! القطاع الخاص يهمه بإستمرار أن يكون العرض في الأيدي العاملة أكبر من طلبها ليحصل على أدنى أجور وبالتالي تدني تكلفة الإنتاج !! ولا أريد أن أخوض في مساهمة الدول الشقيقة ... وهنا أخي الفاضل .. ما هو مطلوب من الحكومة تبني خطة إستراتيجية شاملة لإحداث نهضة ( ثورة ثقافية ) ذات أهداف آنية ومتوسطة وبعيدة المدى !!! فالترقيع يا أخي لن ينفع .. وأكثر ما ستقوم به الحكومة من أجل التخفيف من الفقر والبطالة هو تخصيص بضع مئات من الملايين وتوزيعها على صناديق الدعم التي يصطف أمامها المواطنين ( المحتاجين فعلاً وغير المحتاجين من أصحاب المحسوبيات ) ، أو إنشاء شركة أو دعم شركة تحت مسمى شركة تشغيل برأس مال يُنهب نصفه قبل المباشرة واستقطاب جماهير من الشباب يُمنحون رواتب في بداية الإنتساب وعندما يبدأ التدريب ينسحب منه نصف المنتسبين !!! وعندما يُكمل الباقي التدريب يرفضون العمل في المصانع والشركات لأن أغلبها في الوسط والمتدربون هم في الغالب من المناطق النائية فلا يستطيعون الإبتعاد عن مناطق سكناهم .. وسلامتك أخي ..( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ) ... أكرر أخي الفاضل ما نحتاج اليه هو ثـــورة ثقافية ( سياسية ، إجتماعية ، إقتصادية ) وبخطة استراتيجية بعيدة المدى مرحلية النتائج والتقييم ... أعتـــذر منك وشكراً لك ".
كتبت: السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و بعد، أشكركم على ردكم الذي أهديتنا إياه في حلة مقال رائع و قد سعدت بمجاورته لمقالي و نعم الجار. أنت تعلم يا سيدي أن إدارات الدول في معظم الأحيان تتبنى النمط البيروقراطي و هو النمط الذي يصلح لها دون غيره لتسيير أعمالها ، و لكن المشكلة تكمن في البيروقراطية الزائدة – تطويل إجراءات إنجاز المعاملة مع تعقيد تلك الإجراءات - التي تتبناها أو تنتهجها الطبقات الفاسدة لتتمكن من نهب المزيد من ثروة الأمة. تستند مقالاتي دائما الى عدة مرتكزات إدارية هامة تستخدم في مؤسسات القطاع الخاص مثل الكفاءة و الفاعلية و الشفافية و الحوكمة و إدارة المخاطر و الرقابة الداخلية و المساءلة و غير ذلك من المفاهيم التي لا تروق لقادة القطاع العام، رغم أهميتها و إمكانية التعامل معها و تطبيقها لأنها تصطدم مع مبدأ النهب و السلب أو (اللهط بالعامية). الأفكار التي نقدمها هذه الأيام هي الأفكار التي تناسب العصر ، عصر العولمة الصعب و الحساس و الدقيق بكل مضامينه و الذي قدم إلينا بغتة، و مؤسساتنا غير مستعدة لإستقباله كما تعلم، و الذي قدّم لنا حرية السوق في ظل تقدم إتصالي و تكنولوجي غير مسبوق و بيئة تتغير تغيرا لا يمكن متابعته بسهولة من قبل مؤسسات لا زال معظمها يحبو أو يتعلم المشي. إقتراحي لا يأتي ترقيعا بقدر ما هو ذراع أخرى تساعد في محاربة ظاهرتي الفقر و البطالة، و لقد كنت قد إقترحت على مجلس الوزراء الكريم إستحداث وزارة لمحاربة الفقر و البطالة قبل ثلاثة أعوام و قد تضمن الإقتراح ضرورة بناء إستراتيجية رئيسية للوزارة بدل تشرذم الجهود في المكافحة. نعم يا سيدي، إننا بحاجة الى ثورة حقيقية يقودها إستراتيجيون إستثنائيون لا عناصر لم تسمع بعد بمفهوم التخطيط الإستراتيجي.
و علقت السيدة محبة الجنان بالقول: " ما تفضلت به صحيح وكلامك درر ولكن هل تلقى اقتراحاتك آذانا صاغية ؟ أرجو ذلك ولك منـــــي كل التقدير على إبداعك وتميزك ".
كتبت: " الأخت محبة الجنان، شكرا لك و أرجو أن يعلم الجميع بأننا نؤدي دورنا في سبيل رفعة شأن الوطن و المواطن، و التاريخ حكم بيننا و بين أصحاب القرار سواء أخذوا بما نكتب أو لم يأخذوا، و نحن نبتغي مرضاة الله و لا نسعى لمنصب أرفع من مناصبنا الحالية من وراء كتاباتنا، كما قد يفهم البعض لأن الزهد في المنصب و المال فيه قمة السعادة الدنيوية. رزقنا الله و إياك الجنة، اللهم آمين ".