ايام قليلة على ثورة الشعب الليبي ويقابلها حمام من الدم يسقط فيها اعداد كبيرة من شعب صحى بعد اربعين سنة ونيف على حقيقة انه كان مخدوعا مسلوبا مغيبا من قبل انسان مهرج اعتاد على التعامل مع شعبه كانهم قطيع من الاغنام يسوقه حيث يشاء. تارة الى القومية العربية وتارة الى الوحدة الافريقية واخرى الى القارة الاوروبية. هذا الرجل الذي اخذته العزة والغرور ليعتبر نفسه اله اكثر مما نسب فرعون مصر اله. هذا الزعيم الجماهيري سرق خيرات الشعب ووزعها هبات على دول العالم الغربي مزودا اياهم بالغاز والنفط من خلال انابيب لا تنضب ليحصل مقابلها على اسلحة الدمار الشامل ليدمر بها شعبه ومؤسساته.
ومن ناحية اخرى نرى مباركة الصمت من الولايات المتحدة الامريكية واوروبا منظرين ما تؤول اليه النتيجة وكأنها لعبة كرة قدم سيصفون بعد انتهائها مع الفائز متناسين بحر الدم والقصف المدفعي والجوي لشعب اعزل انحصرت جريمته في انه لم يعد يريد ان يستغفل بعد الان. هذه الدول الغربية المصدرة للديموقراطية تنسف جميع مقوماتها من اجل مصالحها الشخصية ولتكشر عن انيابها وتبين لدول العالم الثالث انكم ما زلتم مستعمرون بنا او بيد القائد الثوري الانقلابي على السلطة و امثاله
ايام معدودة في ليبيا عمر المختار تزهق فيها الارواح ويمثل في اجساد الابرياء باستخدام اسلحة قد يكون استخدامها محرما دوليا مع العدو وليس مع ابناء شعبه. امهات ثكلى ونساء ورجال واطفال يحرقوا بعملية الصواريخ المسكوبة لترويع شعب اظهره المعمر على انه شعب همجي متخلف على عكس صورته الحقيقية. هذا الزعيم الفذ ابو الخيمة المتنقلة والتصريحات المتناقضة والمبادئ المصطنعة يظهر على الملايين بعد انتظار طويل في سيارة يحمد الله على سقوط المطر الذي منعه من الذهاب الى الساحة الخضراء ليشارك جماهيره التي تؤيده على حد زعمه.
وقبل ايام ظهر الابن البار لابيه سيف الغدر يلوح بالانتقام والقتل ويحذر من الاستعمار والخسران. وهذا دليل اخر على مكانة هذا الابن الضال عند الاب الظالم في استلام الحكم من بعده والاستمرار في سياسته التي تمحورت في تشكيل اللجان فوق اللجان وكتم الانفاس واطلاق العيون ومحاسبة كل من تسول له نفسه ان يحيد عن كتاب معمر البالي.
ان ما نشهده الان من قتل وتدمير وصمت وتعتيم الا من بعض القنوات التي اخذت على عاتقها تسجيل الواقع وكتابة التاريخ يعتبر وصمة عار في جبين جامعة الدول العربية والامم المتحدة ومجلس الامن وكل رؤساء العالم الذي نكسوا رؤوسهم لبرميل نفط وجرة غاز وحفنة من الدولارات ويقفوا صامتين اما شعب يقتل ويذبح امام اعين الملايين.
واذا عدنا الى امريكا البلد الحر الديموقراطي الذي وقف مؤازرا لشعب مصر لانه كان يعول على ضعف النظام المصري وشهامة الجيش المصري في انجاح الثورة فاستدرك اوباما وكلينتون الامر واستبقوا ليكون لهم هذا القرار مكسبا في الانتخابات القادمة والخوف من العري امام شعبهم. ولكن في حالة ليبيا الامر يختلف فكان الرهان على القذافي والته العسكرية ولجانه الثورية وقبائله القذافية في كبت وأد الثورة مهما كلف الامر. ولكن لم يكن ولن يكون في حساب امريكا واولروبا ان الشعب قد اختار التغيير مهما كلف الامر والفرق بين مصر وتونس هو في اعداد الضحايا والزمان والمكان ولكن النتيجة واحدة وهي انتصار ارادة الشعب.