عطوان: شهادة فورد الصادمة للمعارضة السورية

عطوان: شهادة فورد الصادمة للمعارضة السورية
أخبار البلد -  

لا احد في العالم الغربي يعرف سورية اكثر من السفير الامريكي المعتزل، او المعزول، روبرت فورد، فالرجل اقام في سفارة بلاده في دمشق اكثر مما اقام اي سفير امريكي آخر، ولعب دورا كبيرا في تفجير «الانتفاضة» ودعمها في بداياتها الاولى عندما خرج على كل الاعراف الدبلوماسية المتبعة بقيامه بزيارة قبر جماعي في جسر الشغور في ادلب ولقي ترحيبا حارا من المتظاهرين وزار مجلس عزاء الناشط السوري البارز غياث مطر مع مجموعة من السفراء الغربيين، والتقى المعارض المعروف حسن عبد العظيم في بيته.

السفير فورد فاجأ الجميع، بمن فيهم كاتب هذه السطور عندما فجر قنبلة شديدة الانفجار اثناء اول كلمة علنية له عندما اتهم المعارضة السورية بانها لعبت دورا اساسيا في صمود نظام الرئيس بشار الاسد حيث لعب الطموح الشخصي والمنافسة بين زعاماتها في تكريس انقساماتها، علاوة على عدم اتفاقها على قرار سوري وطني خالص بشأن مستقبل البلاد بل اتباعها مواقف داعميها من دول المنطقة كقطر (التي تدعم العناصر الاكثر تشددا) والسعودية وتركيا والاردن، علاوة على فشلها في طمأنة الدعامات التي يعتمد عليها الرئيس السوري بشار الاسد كالعلويين والدروز والمسيحيين والنخبة السنية العاملة في قطاع المال والاعمال، وعدم ادانتها صراحة للجماعات الاسلامية المتشددة.

كلام فورد هذا صادم للمعارضة السورية التي تطمح في الجلوس على مقعد سورية في القمة العربية التي ستبدأ اعمالها يوم غد الثلاثاء في الكويت، ولا نستبعد ان تقويمه هذا لعب دورا كبيرا في حال الفتور الامريكي والغربي الراهن تجاه دعمها، اي للمعارضة.

فبينما كان يعتقد الكثيرون في بداية الازمة السورية قبل ثلاث سنوات ان ايام الرئيس الاسد في السلطة معدودة، مثل السيد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا، والرئيس الامريكي باراك اوباما، ورئيس وزراء اسرائيل الاسبق ايهود باراك، فان فورد يرى عكس ذلك تماما، ويتوقع بقاء الرئيس الاسد على المدى الطويل، وتفتيت سورية الى كانتونات تسيطر عليها المليشيات المسلحة.

تنبؤات السفير فورد تنطوي على الكثير من الصحة، فالنظام السوري يحظى بدعم جبهة قوية متراصة عمادها دول «لا تتلعثم» في مواقفها مثل روسيا وايران، ومليشيات مستميتة في الدفاع عنه، ومتوحدة في الحفاظ على بقائه، مثل حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية، علاوة على الجيش النظامي السوري وقاعدة النظام الشعبية.

في المقابل هناك اكثر من الف فصيل وجماعة مسلحة تقاتل النظام السوري، معظمها متناحرة بينها على النفوذ والمواقع، لا تجمعها ايديولوجية واحدة، وولاءاتها تتغير، والاهم من ذلك ان فيروس الانقسامات القاتل انتقل الى الدول الداعمة لها، فالكراهية بين النظامين السعودي والقطري اكثر من نظيرتها تجاه النظام السوري، حتى ان تنظيم «النصرة» الذي يحظى بدعم دولة قطر اشتكى من بيانات رسمية من «خيانة» الفصائل الاخرى المدعومة سعوديا لمقاتليه اثناء الدفاع عن مدينة «يبرود» ورد نجاح القوات السورية في استعادة المدينة الاستراتيجية هذه الى «الخيانة» التي تمثلت في انسحابات مفاجئة من جبهات القتال.

المعارضة السورية والدول الداعمة لها، عربية كانت ام غربية، فشلت في تقديم الانموذج البديل للشعب السوري، من حيث ادارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها بطرق حديثة جاذبة، وتوفير حياة افضل، وخدمات مثالية، ومؤسسات حكم ديمقراطي، وقضاء عادل، ومعاملة انسانية متسامحة خاصة بالنسبة الى الاقليات المذهبية والعرقية.

والمصيبة الكبرى ان المعارضة السورية التي طرحت نفسها منذ البداية بديلا ديمقراطيا لنظام ديكتاتوري قمعي، تعكس في ممارساتها عكس ما تقول، فمن يتابع تعاملها مع بعضها بعضا على مواقع التواصل الاجتماعي ولغة التخوين والشتائم لمن يخالفها الرأي، لا يحتاج الى دراسة محاضرة السفير فورد كي يعرف اسباب استمرار النظام ثلاث سنوات وقدرته على البقاء لسنوات اخرى.

فعندما يعود اكثر من مئة الف انسان من مخيمات اللاجئين في الاردن الى مدنهم وقراهم في سورية، مفضلين مواجهة الموت على الحياة البائسة المهينة التي يعيشونها بسبب جمود اشقائهم العرب الذين يدعمون الحرص عليهم وعلى بلادهم، وينفقون المليارات على السلاح القاتل، ويبخلون عليهم بلقمة عيش كريمة، ومأوى يوفر الحد الادنى من المتطلبات الانسانية، وينظر بعضهم الى نسائهم كرقيق ابيض، يمكن بعد كل هذا فهم بعض اسباب بقاء الرئيس الاسد في السلطة او معظمها.

*رئيس تحرير صحيفة «راي اليوم» الالكترونية المستقلة

 
شريط الأخبار فيديو || المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفاً في غور الأردن "الاقتصادي والاجتماعي": موازنة 2025 تتصدر التحديات الاقتصادية لحكومة حسّان "الوطني للمناهج": لا نتعرض لأي ضغوط خارجية أو إملاءات لإدراج أو حذف أي موضوع في مناهجنا الإفراج عن الأسيرين الأردنيين النعيمات والعودات حملة لإنفاذ سيادة القانون في البترا المعايطة يوعز بالتحقيق في الفيديو المتداول لتجاوزات أثناء إلقاء القبض على أحد الاشخاص نائب الملك يشدد على ضرورة الارتقاء بنوعية التعليم العالي ارتفاع سعر البنزين أوكتان (90) بنسبة 4% عالميا "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين