هل العالم الثالث يعادي الغرب؟

هل العالم الثالث يعادي الغرب؟
أخبار البلد -   أخبار البلد - هل دول العالم الثالث تمثل مواقفها نحو الغرب بصفة عامة، فعلاً، موقفاً معادياً لها، أم أن هذا مجرد تبسيط كاريكاتوري لأمور أكثر تعقيداً مما يظهر في الواجهة؟ وإذا كان فيه قدر من الصحة فلماذا تلك المعاداة؟ هل لها علاقة بتاريخ استعمار الغرب لمعظم دول العالم الثالث، رغم مرور عدة عقود بين فترة الاستعمار وحصول تلك الدول على استقلالها الوطني؟ وما هي دول العالم الثالث؟ كيف يمكن تعريف هذا المصطلح «العالم الثالث»؟
خطاب البابا فرنسيس في زيارته الثالثة إلى القارة الأفريقية في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، مطلع هذا الشهر فبراير (شباط)، جاءت تصريحاته الموجهة للغرب لاذعة وقوية بقوله «ارفعوا أيديكم عن الكونغو، عن أفريقيا»، وإدانته «الاستغلال» الذي تتعرض له أفريقيا بسبب «الاستعمار الاقتصادي الذي حل مكان الاستعمار السياسي، والذي يضرب بشكل خاص الأطفال الذين يموتون تحت وطأة ظروف العمل القاسية والمهينة في المناجم»، اعتقدت للوهلة الأولى بقراءة تلك الكلمات أن من أدلى بها أحد قادة أفريقيا من السياسيين، وبالخطأ نسبت إلى البابا. ولكن بعد التحري والبحث حول أصول البابا والبلد الذي ينتمي إليه، فهمت أنه أول بابا من العالم الثالث من أميركا الجنوبية، تحديداً من الأرجنتين، وبذلك يكون أول بابا من خارج أوروبا؛ الذي أظهر منذ بداية حبريته اهتماماً خاصاً بالقارة الأفريقية، التي يردد، وفق ما أشارت إليه هذه الصحيفة، أنها «الأقرب إلى قلبه والأكثر احتياجاً للعناية».
أغلب مواطني العالم الثالث استُعمرت بلادهم من قبل الغرب، سواء في أفريقيا، أو في آسيا، أو في أميركا اللاتينية. البعض فخور أنه حمل السلاح من أجل تحرير بلاده من الاستعمار، بصفة خاصة الاستعمار من بريطانيا، التي وصفت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، أو من فرنسا القوة الاستعمارية الثانية. بينما البعض الآخر وهم قلة يندمون على زوال فترة الاستعمار الغربي بما شاهدوه وعاشوا تحت ظل أنظمتهم «الوطنية» من حالات عدم الاستقرار والانقلابات العسكرية في أفريقيا وأميركا الجنوبية، ناهيك عن الأنظمة الأوليغارشية التي حلت محل الأقليات الغربية المحتكرة للسلطة والثروات.
في فترة الحرب الباردة التي سيطر فيها القطبان الكبيران؛ الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، حاولت مجموعة من الدول النامية الوقوف على الحياد وعدم الانحياز إلى أي من الكتلتين الغربية والشرقية في مؤتمر باندونغ عام 1955، الذي حضرته وفود 29 دولة، كان أبرز قادتها الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم الهندي نهرو والرئيس اليوغسلافي تيتو. فتسمية العالم الثالث وتصنيفه بأنه معادٍ للغرب في ذلك مبالغة كبيرة. ولذلك استبدَلت تقارير الأمم المتحدة بمصطلح العالم الثالث، مصطلح دول الجنوب (كدول فقيرة ونامية)، مقارنة بدول الشمال (الدول الغنية) والمتقدمة صناعياً.الصين، كما أوضحنا في مقال سابق في هذه الصحيفة، هل هي دولة نامية أم دولة ناشئة؟ من الواضح جاءت إجابتنا عن هذا التساؤل بأنها ليست نامية، رغم حرص الصين على الاحتفاظ بوضعها دولة نامية من العالم الثالث بسبب المزايا الكبيرة التي تستفيدها من ذلك الوضع. والهند التي كانت من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز أصبحت اليوم تتبنى في سياستها الخارجية ما يسمى بـ«الانحياز المتعدد» (multi – alignement)، بمعنى أنه لم تعد هناك مواقف مسبقة في العلاقات الخارجية، بل مواقف وعلاقات تحددها المصالح حسب اختلاف مجالات التعاون، وترجمت ذلك عملياً في موقفها من الأزمة الأوكرانية - الروسية.
وانضمت الهند إلى منظمة شنغهاي للتعاون في التاسع من يونيو (حزيران) 2017 عضواً كامل العضوية، التي تعد من قبل بعض المراقبين الغربيين منظمة موجهة ضد المصالح الغربية بسبب تشكيلة أعضائها المؤسسين المكونة من كل من روسيا وعدد من جمهوريات آسيا السوفياتية السابقة. اتسمت خطوات الهند دبلوماسياً في الأزمة الأوكرانية بالحذر الشديد وهي تحاول موازنة علاقاتها مع موسكو والغرب. لهذا عند اجتياح روسيا لأوكرانيا، وانعقاد مجلس الأمن الدولي على أثر ذلك في مارس (آذار)، وجهت أوكرانيا وروسيا نداءات علنية إلى دلهي لاتخاذ موقف واضح، واختارت الهند الامتناع عن التصويت، ولم يذكر البيان الذي أصدرته اسم أي دولة بشكل مباشر، لكنه أعرب عن أسفه لعدم الاستجابة لدعوات المجتمع الدولي لمنح الدبلوماسية والحوار فرصة. بمعنى آخر، طلبت الهند بذلك البيان من روسيا، بشكل غير مباشر، احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. بينما في اجتماع قمة شنغهاي في أوزبكستان سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في اللقاء الذي جمع الرئيس بوتين ورئيس الوزراء الهندي نارنيدرا مودي، أشار هذا الأخير في هذا اللقاء إلى الضرر الذي أصاب العالم بسبب القرار الروسي باجتياح أوكرانيا، وأن وقت العالم حالياً ليس وقت حرب! كما يلاحظ الفارق في موقف الهند مع بداية الاجتياح الروسي في مجلس الأمن واختلاف نبرته وتنديده أثناء لقائه بالرئيس بوتين على هامش المؤتمر.وفي الجانب العربي، تحديداً على مستوى دول الخليج العربي، فإن موقفها قام على أساس الحياد في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية. وبالنسبة للصين والهند فقد امتنعتا عن التصويت لصالح القرار، الذي يدين الاجتياح الروسي، الأمر الذي فاجأ بعض المسؤولين الغربيين. ولا شك أيضاً لعبت السعودية موقفاً محورياً عبر منظمة «أوبك بلس» في رفضها زيادة إنتاج النفط، على أساس أن القرار هو قرار جماعي من المنظمة، وليس قراراً انفرادياً.ولا شك أيضاً أن زيارة الزعيم الصيني للمملكة ولقاءه مع القادة العرب في الرياض مثّلا رسالة واضحة عن عزم الدول العربية تنويع علاقاتها الخارجية، والشروع كقوى إقليمية صاعدة تبحث عن مصالحها أولاً وأخيراً دون معاداة لأي من الأطراف المتصارعة.

 
شريط الأخبار مسؤول أميركي: إسرائيل تواجه خطر نفاد صواريخها الاعتراضية التربية: 167 ألف طالب ثانوية عامة يتقدمون لامتحان اللغة العربية السبت "الطيران المدني": لا مساومة على سلامة الطيران والأردن ملاذ آمن رئيس الأركان الإسرائيلي: "تنتظرنا أيام صعبة" 19 جريحاً في حيفا إثر قصف صاروخي إيراني سقوط شظايا جسم مجهول في العقبة دون وقوع إصابات بشرية الحرس الثوري الإيراني يكشف المواقع التي استهدفها في إسرائيل (فيديو) 9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية عاجل: لا صحة لسقوط أجسام مجهولة في إربد اليوم طهران تعلن ضرب مقر القناة 14 الإسرائيلية بصاروخ “سجيـل” وزير الدفاع الإسرائيلي يصدر تعليمات بتكثيف الهجمات على أهداف حكومية داخل إيران هذه كلفة الحرب على طهران وتل أبيب.. فمن سيصرخ أولاً؟ كلينتون منتقداً نتنياهو: فتح الحرب مع إيران ليبقى في منصبه إلى الأبد قصة رسالة حزب الله التي انقذت ايران والمرشد خامئني من ليلة الانقلاب الصهيوني.... اسرار لم تنشر إيران تقصف إسرائيل من الشمال إلى الجنوب وإصابات خطيرة في حيفا الجيش الإسرائيلي يعلن انتهاء حالة الإنذار ويسمح بخروج الإسرائيليين من الملاجئ الإسعاف الإسرائيلي: أضرار واسعة وسط إسرائيل ووقوع إصابات بعضها خطيرة في حيفا ما وراء الضربة الإيرانية لـ"عاصمة إسرائيل السيبرانية".. حين تقصف بنية العدو التكنولوجية كارثة بيئية تدق ناقوس الخطر بعد جفاف بركة العرائس في إربد قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاقة