القذافي المعزول اكثر خطورة

القذافي المعزول اكثر خطورة
أخبار البلد -  

من المؤكد ان حكم العقيد معمر القذافي قد انتهى وربما الى غير رجعة، بعد اكثر من اربعين عاما من الطغيان، ولكن معمر القذافي كشخص وظاهرة وخطر لم ينته، ولذلك من السابق لأوانه الاغراق في الاحتفالات، او المبالغة فيها، لانه من الصعب التكهن بما يمكن ان تحمله الايام والاشهر المقبلة من مفاجآت سارة او مزعجة، فلا بد من التريث، ولا بد من الحذر في الوقت نفسه.
لم يتوقع احد ان ينهار حكم الرئيس المصري حسني مبارك بعد 19 يوما من اندلاع شرارة الثورة، ولم يخطر في بال احد ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيهرب الى المملكة العربية السعودية، مكب الديكتاتوريين، بعد اربعة اسابيع من استشهاد محمد البوعزيزي.
بالعودة الى الشأن الليبي، وفي السياق نفسه، نقول ان الحرب في ليبيا طالت اكثر من المتوقع (ستة اشهر)، وسقوط مدينة طرابلس العاصمة جاء اقصر واسرع مما حلم به الكثيرون، سواء في غرف عمليات حلف الناتو العسكرية، او في اوساط رئيس واعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي.
ليبيا تشهد الآن عملية تبادل سريع ومفاجئ للأدوار. المعارضة اصبحت السلطة، والسلطة اخذت مقاعد المعارضة، بمعنى آخر يتحول معمر القذافي وانصاره الى ثوار يحاربون الناتو وحلفاءه، مثلما اعلن يوم امس في بيان اذاعي بثته محطة تلفزة مغمورة، والثوار تحولوا الى اصحاب سلطة بات عليهم الدفاع عنها، والحفاظ عليها وتحمل تبعات مسؤولياتها.
' ' '
العقيد القذافي بات اخطر في نظرنا مما كان عليه قبل ايام معدودة، وبالتحديد قبل سقوط واجتياح منزله في قاعدة باب العزيزية، ويمكن ان يهدم المعبد الليبي فوق رأسه ورؤوس الآخرين اذا كتبت له الحياة لفترة اطول، او لم يتم القبض عليه بسرعة، فالرجل ليس مجنونا مثلما يحلو لبعض المحللين والخبراء العرب وصفه، والا لما حكم ليبيا وشعبها الطيب اكثر من 42 عاما. وكان طوالها لاعبا رئيسيا على الساحة الدولية. انه ثعلب عجوز، ماكر وداهية في استخدام ما لديه من اوراق.
اولا: العقيد الليبي تحلل كليا من كل اعباء الدولة، ولم يعد يملك مقرات او قواعد او منازل تشكل اهدافا لطائرات حلف الناتو وصواريخه، مثلما كان عليه الحال في السابق. اي انه حيّد اكبر خطر عجّل بسقوطه ونظامه، ولم يعد تدخل هذا الحلف فاعلاً، بل قد يتحول الى لعنة على الدول التي تقف خلفه، وعلى الحكم الجديد .
ثانيا: العقيد القذافي يجلس على جبل من العملات الصعبة، استطاع تخزين المليارات منها نقدا، تحت 'مخدته' في مكان ما في ليبيا، وهذه المليارات لن تصرف على دفع رواتب موظفين بيروقراطيين، او جيش مترهل او لشراء ادوية ومعدات طبية، وانما على عمليات التخريب الداخلي والخارجي التي قد ينخرط في تنفيذها.
ثالثا: هذا الرجل يملك خبرة عريقة في الارهاب وشبكاته العربية والدولية، مثلما يملك مخزونا ضخما من الحقد والكراهية لخصومه، وعلينا ان نتذكر انه احتضن منظمة 'ابو نضال' واستخدمها بفاعلية في تصفية خصومه او 'الكلاب الضالة'، مثلما كان يطلق عليهم،
وموّل الجيش الجمهوري الايرلندي وسلحه، والقائمة تطول، وافضل لقب له هو 'ملك الارهاب' وليس ملك الملوك، فهو فاشل في البناء، ومتفوق في الهدم!
رابعاً: هناك مؤشرات واضحة على اعداده خطة محكمة لمرحلة ما بعد سقوط نظامه وانهيار قواته، واختفاء حرسه فجأة، وذوبان انصاره في غابة طرابلس الاسمنتية، وكذلك اطلاق محطات تلفزية واذاعية فور السيطرة على محطاته الرسمية من قبل قوات المعارضة، وما محطة 'العروبة' التلفزيونية او 'الرأي' التي بث عبرهما خطابه فجر امس الا احد الادلة، هذه محطات ليست سورية كما يزعم، لان النظام في سورية اذكى من ان يتبنى نظاماً منهاراً يلفظ انفاسه الاخيرة.
نجاح العقيد القذافي في افساد احتفالات الشعب الليبي بانهيار نظامه، وتحويل طرابلس الى نموذج للفوضى وانعدام الامن، ولو لفترة محدودة، خطوة مدروسة من قبله وانصاره، ويمكن ان تمتد الى مدن اخرى اذا لم يلجأ الطرف الآخر الى تطويقها واحباطها فوراً وفي اسرع وقت ممكن.
لا نستغرب ان يكون هدف الزعيم الليبي (سابقاً) هو جرّ حلف الناتو ودوله الى مصيدة اخرى، ربما تكون اكثر خطورة اي ارسال قوات جيش لحفظ الامن في المدن الليبية لوضع حد لحالة الفوضى هذه، وتمكين الحكم الجديد من ترسيخ سيطرته، والبدء في بناء ليبيا الجديدة.
العقيد القذافي يراهن على افراد قبيلته والقبائل الاخرى المتحالفة معها، مثلما يراهن على القادة والشعوب الافريقية التي اعلن انتماءه اليها بعد ان خذله نظراؤه العرب اثناء الحصار، ولا نستطيع ان نحكم بمدى صحة هذا الرهان من عدمها، ولكن ما نراه ان معظم الدول الافريقية رفضت حتى الآن الاعتراف بالمجلس الانتقالي.
ويظل الرهان الاكبر للعقيد هو اتساع شرخ الانقسامات في صفوف المعارضة لنظامه، وتحول ليبيا الى دولة فاشلة، وضخامة الثمن الذي يمكن ان يطالب به حلف الناتو وفرنسا وبريطانيا بالذات، مقابل دعم مخططات اطاحة نظامه.
' ' '
السوابق في العراق وافغانستان قد تكون مغرية بالنسبة الى العقيد القذافي، فأخطاء المحتل الامريكي في العراق مثل حل الجيش العراقي واجتثاث حزب البعث، وتكريس حكم طائفي في بغداد ادت الى نشوء مقاومة مسلحة شرسة، وتأسيس قاعدة راسخة لتنظيم القاعدة. العراقيون كانوا سعداء، وربما ما زالوا، لسقوط صدام حسين ونظامه، ولكنهم وجدوا بلدهم مدمراً بالكامل ومقطع الاوصال، ومحكوماً بنظام يحتل المرتبة الاعلى على سلم الفساد في العالم. اما في افغانستان فأعداء طالبان وبدعم امريكي، حققوا نصراً عسكرياً سريعاً، واطاحوا بحكمها، ولكنهم وجدوا حلفاءهم الامريكان والبريطانيين يتفاوضون علناً وسراً، لإعادة طالبان الى الحكم بعد عشر سنوات تكبدوا خلالها مئات المليارات من الدولارات كخسائر مادية.
لا نقول ان هذه السوابق ممكن ان تتكرر في ليبيا، بل لا يجب ان تتكرر، لان في ليبيا ثورة شعب اطاحت بنظام ديكتاتوري فاسد، ولكن عدم تكرار هذه السوابق مرهون بأداء المجلس الانتقالي الليبي الممثل الابرز للمعارضة، ومدى قدرته على قيادة البلاد الى بر الامان، وبناء الدولة الجديدة على اسس الديمقراطية والعدالة.
نعترف ان لدينا شكوكا كبيرة في هذا الصدد، وهي شكوك مشروعة وتأتي من منطلق الحرص على نجاح العهد الجديد الذي يطل برأسه وسط حقل من الالغام. وما يعزز هذه الشكوك ما قراناه بالأمس عن رصد المجلس الوطني الانتقالي ما يقرب من المليوني دولار لمن يقتل القذافي ويأتي برأسه مضرجاً بالدماء، وكذلك اصدار مرسوم بعدم ملاحقة كل من يقدم على هذه الخطوة قضائياً.
هذه المكافأة تتناقض كلياً مع كل وعود المجلس الوطني الانتقالي وحلفائه الغربيين في فرنسا وبريطانيا باقامة نظام العدل والمساواة وحكم القانون في ليبيا الجديدة. مثلما تتناقض مع كل المواعظ لليبيين بالتخلي عن النزعات الانتقامية والثأرية التي كانت من ابرز اخلاقيات النظام الديكتاتوري السابق.

شريط الأخبار الضامنون العرب ترفع رأس مالها والختاتنة: والعودة أقوى رغم تحديات قطاع التأمين أسوأ سيناريو للأردن: كمين بعنوان «تقليص الضفة والضم معاً» وإنهاء حرب غزة مقابل «مغادرة السلطة» "الاسواق الحرة" تقرر عدم التجديد للرئيس التنفيذي المجالي بورصة عمان في أسبوع ...بالأرقام والنسب والإعداد والقطاعات واكثر الأسهم ارتفاعا وانخفاضا الولايات المتحدة.. رجل يقتل زوجته ويقطعها قبل إلقائها في القمامة هيئات وطنية وثقافية أردنية تطالب بالإفراج عن الإعلامي محمد فرج لماذا يستهدف ترامب الجالية الصومالية في أميركا؟ أسرار”هندية” مع الأردن: “مودي” إصطحب معه “أهم 30 شخصية في قطاع الأعمال”.. الملك حضر فعاليتين معه.. وولي العهد قاد “سيارة الوداع” قبول استقالة 642 عضوًا من الهيئة العامة التأسيسية للحزب المدني الديمقراطي يكشف أزمة أعمق من شأن تنظيمي انطلاق ورشة عمل لمراجعة الخطة الاستراتيجية لوزارة الأوقاف للأعوام 2026–2030 بدون فواتير كهرباء.. منزل يعمل بالكامل بـ650 بطارية لابتوب مستعملة تناول الطعام ليلاً.. هكذا يضر بصحتك الأرصاد تكشف تفاصيل الحالة الجوية خلال الأسبوع المقبل وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي إعلان أمريكي مرتقب بشأن "الإخوان المسلمين" الأرصاد: طقس بارد نسبيا وتحذيرات من الضباب والصقيع خلال الأيام المقبلة الشرق الأوسط للتأمين راعٍ ذهبي للمعرض والمؤتمر الأردني الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية وتشارك بخبرتها الريادية في التأمين البحري لجنة التأمين البحري في الاتحاد الأردني لشركات التامين تشارك في مؤتمر ومعرض JIFEX 2025 في العقبة