أخبار البلد
أدى هطول الأمطار الغزيرة على محافظة الطفيلة إلى سقوط صخرة ضخمة أمس، على حظيرة للاغنام والدواجن بالقرب من منازل المواطنين في منطقة جبل النار (3) كيلو متر شمالي المحافظة، وذلك بعد حوادث مشابهة تحدث كل عام فترة تساقط الثلوج والامطار، ما يدفع الاهالي لإجراء تصليحات للمنازل وحظائر الاغنام بمبالغ طائلة.
الصخور التي تعتلي منطقة «جبل النار» حسب وصف أهالي المنطقة، تشكل عامل خطورة على المارين والقاطنين بالمنطقة على حد سواء، ففي أي لحظة من الممكن أن تسقط صخرة تودي بحياة من تجده في طريقها، دون أن تصطدم بأي عائق إلا المنازل وحظائر الاغنام والدواجن ومركبات المواطنين المصطفة على سفح الجبل والتي لن تسلم من الضرر.
وحسب أهل المنطقة شهدت السنوات الماضية عدة حوادث مشابهة، حيث سقطت الصخور على عدد من المنازل مسببة أضرارا مادية لعائلات فقيرة لا يمكنها تحمل نفقات الإصلاح، فيما سقط عدد من المركبات كان اخرها مركبة اسعاف للدفاع المدني على منازل المواطنين جراء سقوطها من الشارع الرئيسي الذي يعتلي منازلهم.
ويروي الاهالي قصتهم المتكررة ومعاناتهم السنوية مع اول هطول للأمطار، حيث قال صاحب الحظيرة المتضررة محمود صبحي السبايلة في حديثه الى «الرأي»، ان اكثر من (15) منزلا في منطقة جبل النار تقع على منحدر محاذ للطريق الرئيسي الذي يربط مناطق شمال الطفيلة بجنوبها ويعتلهم الصخور الضخمة التي تنهار على منازلهم وحظائر الاغنام والدواجن فترة سقوط الامطار مسببة لهم اضرارا مادية كبيرة بات من الصعب اعادة ترميمها للكلف العالية التي تكبدوها عند بنائها.
واضاف السبايلة، « ان العناية الآلهية حالت دون اصابة ابنه الاكبر حين قيامه بوضع الاعلاف للدواجن والاغنام في الحظيرة اثناء سقوط الصخرة الكبيرة من اعلى الجبل ليسارع بالخروج منها الى مكان آمن دون وقوع اصابات»، مطالبا بتعويضه عن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها من الجهات المسؤولة جراء انهيار الحظيرة ونفوق عدد كبير من الدواجن.
واوضح المواطنون، وليد العوران وعصري الفراهيد وعابد الصبيحات وصبحي السبايلة ونايف الداودية، من سكان منطقة جبل النار، ان مطالبات عديدة على مدار اكثر من عشر سنوات للمجالس البلدية التي تعاقبت على ادارتها، تنادي بضرورة بناء جدار استنادي يعمل كمصدّ لخطر انزلاق الصخور الكبيرة التي تعتلي منازلهم، رغم التقارير العديدة التي اصدرتها لجنة السلامة العامة في المحافظة والتي تفيد بوجود خطر كبير على الاهالي من الصخور الكبيرة الموجودة على منحدر طويل فوق منازل المواطنين والآيلة للسقوط في أي لحظة.
وأوضح رئيس بلدية الطفيلة الكبرى عبدالرحمن المهايرة، أن بعض الصخور والتي وصفها «بالضخمة» والمجاورة لبعض المنازل في منطقة جبل النار كانت تحركت بفعل الثلوج والأمطار الغزيرة التي هطلت اخيرا، لتنهار على اسطح حظائر الاغنام والدواجن متسببة بانهيارها بالكامل.
ولم تسفر الانهيارات بحسب المهايرة عن أية اصابات، فيما اقتصرت الخسائر على تحطيم غرف الحظائر، وانهيار بعض الجدران إسمنتية ومداهمة مياه الأمطار لبعض غرف المنازل.
وارجع المهايرة أسباب الانهيار، الى الطبيعة الجغرافية للمنطقة والتي ساهمت في انزلاق الصخور بسهولة في وقت لم تتمكن فيه الجدر الاستنادية من حماية المنازل بسبب ضخامة الصخور، مشيرا انه اطلع على واقع الانهيار بحضور نائب المحافظ عبدالله الفناطسه ومساعد مدير الدفاع المدني ضرار الصرايرة.
وبين المهايرة، ان آلية للحفر جلبت الى موقع الانهيار وقامت بعمل حفر كبيرة بالقرب من الصخور التي تنهار منعا من انزلاقها على منازل المواطنين، مؤكدا على ضرورة عمل جدار استنادي يعمل كمصد للصخور في حال توفرت الامكانيات المادية في البلدية التي تعاني من عجز شديد في الميزانية.
وأوضح نائب المحافظ عبدالله الفناطسة، انه لا يوجد جهة مختصة لتعويض المواطنين عن الخسائر المادية التي تكبدهم جراء الكوارث الطبيعية، مشيرا ان البلدية هي الجهة المسؤولة عن عمل الجدران الاستنادية لمنع وقوع الكوارث ولحماية المواطنين وممتلكاتهم ضمن امكانياتها المتاحة.