خاص باخبار البلد
الفرسان حين يترجلون، يظل صهيل خيولهم ومكارمهم تعبقان في المدى.
ومن الرجال الذين سارت بذكرهم ركبان، الفريق الركن المتقاعد محمد ماجد العيطان، الذي رحل عنا، وظلت سيرته حاضرة وعاطرة بما قدم وبذل واعطى.
تولى منصب مدير الامن العام، ومن ثم امينا عاما للهيئة الخيرية الهاشمية، فكان حارس العدل ومغيث الملهوف وسند الجائع.
ولد الراحل في رحاب من اعمال المفرق عام 1949، ومعنى رحاب في اللغة الواسع، وفي رحابها تفتحت مداركه واتسعت روحه وعشق وطنه حتى استحال قامة عشق في حب الأردن، وعلماً في العمل الانساني.
وكغيره من ابناء جيله في تلك الانحاء، تشبع بعبق البادية وألق شمسها وشظف عيشها فاكتسب سمرة وجلداً، وتكونت شخصيته على مكارم الاخلاق العربية الاصيلة.
استهوته الحياة العسكرية في طفولته، وعزم على اكمال دراسته والاستزادة من نبع المعرفة الذي لا ينضب، وسرعان ما انضم الى الجيش عام 1968 ، سائراً وراء الحلم الذي سكن جوانحه .
الضابط الشاب ، غض الاهاب، طلق الوجه، الذي ينطق محياه كبرياءً وفخراً، لطالما شوهد بمعية جنوده، رفاق سلاحه ، متباسطاً معهم، أو يشاركهم تمارينهم وليالي سمرهم، فقد ادرك مبكراً ان قيمة القائد بجنوده.
تدرج في المناصب خلالها، وصار قائداً للقوات الخاصة ، وقائداً للعمليات الخاصة ، ومساعداً لرئيس هيئة الأركان للإستخبارات، ثم نائباً لرئيس هيئة الأركان المشتركة .
مجيئه من الجيش الى الامن العام تلى ذلك، وما تزال بصماته في هذا الجهاز الحيوي، الذي يقع على عاتقه أمن البلد، حاضرة الى الان.
بعد تقاعده، جاء اميناً عاماً للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، فبث فيها روحاً جديدة وأملاً لكل ضحايا الكوارث والحروب والجياع.
" كان رحمه الله بسيطاً وانساناً، لا تنطفيء له نار ولا يذل له جار" يصفه أحد من عرفوه.
يضيف آخر:" رحمه الله، رحل مبكراً، وكان من الممكن ان يعطي أكثر، وحين اتأمل حالنا اليوم لا يسعني الا ان اتذكر قول ابي فراس الحمداني:" وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.."
.. حين تمر ايها القاريء بذلك القبر في رحاب، ترجل وخذ العبرة ممن رحل عزيزاً وشريفاً وقمرا للبادية، ما يزال ينير دروب عشاق الوطن.
- خالد أبو الخير