خاص أخبار البلد – احمد الغلاييني
يحلم الكثير من
الشبان ان يرزقهم الله أباً او اماً تملك الكثير من المال وذلك ليتاح لهُ ان يعيش
حياة الرغد دون تعب . في قصتنا هذه سنتناول شاباً يبلغ من العمر 32 عاماً لم يعرفه احد الا انه إبن ميشيل
الصايغ صاحب اكبر وكالة دهانات في الشرق الاوسط وصاحب اكبر بنك تجاري في الاردن ،
ولو قلنا مارأيكم بإبنه لقالوا : "إنه يعيش بملايين والده وامواله الطائلة
بكل رفاهية " او ربما رموا بعيداً ليقولوا : " هو لايعرف في الاردن سوى
اماكن الرفاهية والحياة الرغدة ولم يمر حتى بعماله " . وهذا قليل من كثير عن
ماسيعتقده اي أحد لم يعرف فارس الصايغ .
في هذا المقال سنضرب المثل كيف يريد الوطن ان يكون شبابه
وان يكونوا بناة المستقبل وعماده وأن يعتمدوا على انفسهم بصناعة انفسهم وصناعة
وطنهم .
قبل أيام التقيت بفارس الصايغ مرحباً ومهللاً قائلاً :
"انني اعرفك عبر الفيس بوك " واليوم نلتقي شخصياً ، بكل هذه البساطة كان
الصايغ .
صعد فارس منصة مسرح الفكر الجديد ليتحدث عن قصته . فبين
إنتقاله من علب الدهان وتحميلها إلى تركيب الملصقات عليها والى الجولات الميدانية
لتوزيع الدهان في السوق دخل فارس مصنع دهانات "ناشونال" فدراسته في امريكا
وذهابه للعمل بعد الجامعة في رومانيا لم تسمح له طرق ابواب المكاتب ليجلس عليها
بكل راحة ، فهذه الطريق عند الوالد ميشيل ممنوعة حيث تبدأ رحلة المجد دائماً من
اسفل الهرم إلى اعلاه وصعود السلم يبدأ بخطوة الاولى وصولاً إلى الاعلى ، فبدأت
الطريق مع عمال المصنع وبين "الجالونات" ، يعمل بتركيب عبوات التعبئة
والملصقات اضافة الى تجواله مع الموزعين لتوزيع البضاعة وتحميلها وتنزيلها هكذا
كان يقول عن نفسه ، في قصته مع الدهانات .
وبالمصادفة وجد الطريق ليهرب من العائلة وتقاليدها ،
فهرب من قلعة الدهان العربية ليدخل حصن الإعلام الأردني متميزاً ومنفرداً بقناة
كسرت كل القنوات الموجودة على الساحة والتي كانت عبارة عن برامج كلاسيكية ، ففتح
قناة "رؤيا" لتكون رؤية الاردن في اعلام جديد شامل وواضح وتغير مفهوم
الاعلام الاردني تلك القناة التي احتوت إبداعات الشباب وقدمت لهم الكثير واصبحت
شبابية كاملة . فارس اخذ قناة وطن من الدكتور والصديق الجميل رائد قاقيش وبالمصادفة
كانت الخطوة الاولى لينتج قلعة إعلامية جديدة تقدم كل جديد ومفيد للوطن وتكون
واجهة اردنية للاعلام الاردني الحقيقي .
لانريد ان نتكلم كثيراً لكن نريد ان يشاهد الشاب الأردني
كيف يكون الغني ومن يصنع نفسه بالهدف والإصرار وليس بالبحث عن الذهب تحت الارض ،
الذهب الحقيقي للإنسان هو عقله وذراعه وهدفه وإصراره ، وليس البحث عن الأوهام واوراق
اليانصيب وصناديق الأوهام ، الذهب هو من يعمل من أجل الأصرار على الهدف والسعي له
وليس الركوض خلف الأمنيات .
نضرب المثال بشاب هرب من تقاليد عائلته واسرته ليقدم
جيلاً جديداً من الاعلام المتميز بعيداً عن طقوس الاباء والأجداد .
نختم بالقول ان فارس هو احدى الامثلة من اللذين قالوا
على منصة مسرح الفكر الجديد قصتهم ، ليكونوا مثالاً في العمل والإرادة .