خاص لـ أخبار البلد - رائده الشلالفه
ثمة أقزام يتعملقون، لكن ليس هناك عمالقة يتقزمون، هذه المعادلة تنطبق بشكل او بآخر على الملايين من صفوف الشارع العربي الذي يقف بين مساند وداعم لقضايا امتنا العربية ومنها الازمة السورية في اتونها الملتهب، فتراهم يقدمون كل ما يستطيعونه ماديا ومعنويا ولا يبخلون حتى بالكلمة الصادقة وذلك اضعف الايمان ..
وثمة ملايين اخرى ممن يقفون متفرجين حيناً، ومشككين بجهود الاخرين حيناً آخر، حتى لو كانت هذه الجهود تصل الى حجم القداسة كما يفعل شاب اردني حاز على ارضاء ضميره قبل ان يحوز على عشرات المسميات التي عكست جهوده وشخصه كـ بطلا حقيقيا للانسانية .. قديس الزعتري محمود صدقة ذلك اللقب الذي انفردت به اخبار البلد ليوسم به قديسا اصيلا ونبيلا لا نبالغ حين نقول انه لا يتكرر، سيّما وان زمن القديسين والنبلاء غادر هذا العالم الملوث بكوارث السياسة الى غير رجعة .
محمود صدقة ناشط اجتماعي بدأ حياته بكل بساطة فقط من خلال ممارسته لانسانيته، الانسانية التي تجرد منها الانسان العربي لصالح نفسه ومن بعده الطوفان، الا ان صدقة ظل صادقا مع نفسه فنأى بذاته عن انسانيته التي كرسها لصالح اخيه الانسان اردنيا وفلسطينيا وسوريا والقائمة تطول ..
محمود صدقة الذي ظل قابضا على جمر مبادئه غادر معسكر التحزب السياسي وانخرط في صفوف الموجوعين من اللاجئين السوريين ، انحاز للطفل السوري اولا وللانسان ثانيا، ومع دخوله السنة الثالثة كمتطوع في مخيم الزعتري وسايبر ستي وحتى مخيم مريجيب الفهود حيث الشتات السوري ، بقي رافعا لواء الطهر والقداسة المعجونة بعرقه فيما هو يواصل الليل بالنهار كادحا لاجل اخيه الانسان ..
ثلاث سنوات ما انقطع محمود صدقة عن اغاثة اخيه الانسان .. منذ صباحات الله ينطلق باحثا عن الخبز والفرح ليقدمه بيديه لطفل شردته الة الحرب على ارض الياسمين سوريا
ثلاثة اعوام ومحمود صدقة يجمع الطعام والماء واللباس والغطاء ليمدها لعائلات الوجع السوري في مخيم الزعتري، لتقيهم قهر العراء وقسوة السماء حين تعصف الامطار بالاجساد الخاوية فتلجأ الى حيث الدفء الذي يصنعه قديس الزعتري صدقة صانع الحياة ..
محمود صدقة الذي رافق اسطول الحرية مع احرار العالم وشارك اكثر من مرة في كسر الحصار على غزة الصمود، محمود صدقة الذي ترك اسرته ودفء بيته واحتياجات عائلته ليتفرغ بالكامل للوجع السوري، كان هناك من يتربص به كيدا وحقدا وحسدا ليتهمه بابشع ما يملك من بشاعة روحه وسوادها، فمن تربص ببطل الانسانية محمود صدقة حمل ادواته الهشة البائسة ليحاربه بما ليس به وليتهمه بجمعه التبرعات خلال زيارة للملكة العربية السعودية والتي لم يطأها محمود صدقه يوما بل ولم يذهب في يوم ما لا لعمرة ولا لحج بيت الله وهو من يحج بطريقته الخاصة حيث يؤمن ان مساعدة الموجوع واغاثة الملهوف هي عبادة قال بها انبياء الله ولم يعترف بها اصحاب الضمائر المدنسة والجيوب المنتفخة بحفنة دراهم او دولارات لا فرق طالما الهدف واحد وهو تشويه صورة هذا الانسان !!
محمود صدقة الذي سارعت الفضائيات العربية لرصد جهوده النقية البيضاء بالصوت والصورة
محمود صدقة الذي امد اطفال الزعتري بانفاسة الدافئة الطاهرة
محمود صدقة الذي رافق الجرحى والمرضى ممن طالتهم الة الحرب الى المستشفيات الاردنية
محمود صدقة الذي لم يتوانَ عن مرافقة الاطفال والرضع والشيوخ في رحلة علاجهم
محمود صدقة الذي طالما كرس جهوده وعلاقاته في تأمين الدواء وحتى الدماء للمصابين السوريين
محمود صدقة الذي يجوب مرافق ومربعات الزعتري باحثا عن مشاركة اللاجئين اوجاعهم وانينهم وحتى بكائهم .. كبير .. كبير بحجم سماء لن تطالها الايدي السوداء ممن افتعلت قصصها الوهمية والصاق تهمة ولا ابشع به ، هذه الايدي السوداء ارتدت الى نحرها خائبة ليس لهشاشة تهمتها وليست لتفاهة منطقها وليس لعيب سيناريوهات التهمة.. بل لأن محمود صدقة ليس مجرد شخص .. هو كما وصفته اقلام زملاء صحفيين عبارة عن منظمة انسانية تسير على قدمين ..
لقديس الزعتري
لصانع الفرح
للانسان الانسان
لبطل الانسانية
لمحمود صدقة .. تحية !!
موضوعات ذات صلة :