خاص لاخبار البلد -
شخصيته مثار تأويلات وقراءات مختلفة، بل ومناكفات، بيد ان عبد الكريم الدغمي الذي تعرفت عليه ذات نهار ثلجي من العام 1991، غداة "اطاح به البورجوازيون من وزارة العمل" على حد تعبيره، يظل متفرداً بشخصيته، وعلماً لا يمكن إنكاره أو الانتقاص منه، ومن دوره.
وأقر بأن الكتابة عن الدغمي صعبة، ولطالما ترددت قبل ان أبادر القلم، او " الكيبورد" بفعل الحداثة، لكن إغراء شخصيته الثرية فرض نفسه في النهاية.
يمكن القول ان الدغمي رقيق كنسيم، وحميم، وعاطفي، ومخلص، إلى جانب عناده وقوة شخصيته وقسوته بل وجبروته حين يحتاج الى جبروت، ومثل الدغمي " لا يقعقع له بالشنان".
تحدر الدغمي من مضارب بني حسن، " المشاقبة" تحديداً، تلك التي عصف الريح والمجد في مضاربها، راسخة البنيان، بعزم ابنائها وشممهم.. ونفوسهم الكبيرة.
برز الدغمي المولود في المفرق عام 1955 ، وفيها عاش طفولته، غداة فوزه في انتخابات مجلس النواب النواب الحادي عشر عام 1989، وعرف أيامها كشخصية قومية مبدئية، سرعان ما ترك بصمته في الأداء العام لذلك المجلس الذي لن يتكرر، والمجالس التي أعقبته، وظل الدغمي قاسما مشتركا فيها جميعاً.
منصبه الوزاري الأول كان عندما تسلم حقيبة الشؤون البلدية والقروية والبيئة عام 1989، في أول حكومة شكلها المخضرم مضر بدران بعيد عودة الديمقراطية، وجاء منصبه الثاني ابان حكومة طاهر المصري عام 1991، عندما تسلم حقيبة العمل، وانصب جهده على اجراء إصلاحات يبدو ان اوانها لم يكن قد نضج تماماً، وغداة ترك العمل صار وزيرا لشؤون رئاسة الوزراء، ومن ثم شغل حقيبة العدل في سنوات تلت.
الدغمي الذي يعد المرشح الوحيد لعشيرته " المشاقبة" على مدار أزيد من عشرين عاماً، وأحد زعماء قبيلة بني حسن، معروف بوطنيته الحرة التي لطالما جرت عليه خصومات.
علاقات الدغمي محصورة جداً، من الصعب الدخول إلى دائرته الضيقة، فهو لا يتصف بالانفتاح، وإن كان من أروع الناس بالنسبة للمقربين منه، لعل عمله في المحاماة اكسبه حرصا وتحسباً.
لا يختلف اثنان على ان الدغمي شكل صداعا دائما لحكومات تعاقبت، وحارب الفساد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان لكل خطأ أو خطوة في اتجاه يراه غير سليم.. بالمرصاد، وصولاته وجولاته تحت القبة أكثر من ان تعد وتحصى.
انقسم نواب في المجالس المتعاقبة بشأنه ، فثمة من ناصبه العداء وآخرون أحبوه وزاملوه بكل صدق.
ومن يحب الدغمي يوماً صعب ان يغير وجهة نظره بعدها.
حين يجلس الدغمي على مقعده بهيبة النائب المخضرم، يعرف ان الفلك من حوله يدور، ولطالما شكل رقما صعباً، لا يمكن تجاوزه في معارك رئاسة المجلس،
وكلمته أثناء مناقشة القوانين، فصل، في كثير من الأحيان.
بعد ترشحه عدة مرات لرئاسة المجلس، ولم يحالفه الحظ والتحالفات، فاز عام 2011 بالمنصب.
غداة ترشحه للانتخابات الأخيرة تعرض لحملة هدفها "الاساءة له"، منها تسريب شريط فيديو حوله، لكن الدغمي اثبت أنه أقوى من أي أمر " دبر بليل"، وأن ناخبيه الذين لطالما وقفوا إلى جانبه، لا يخذلوه.
يؤمن الدغمي ان لمؤسسة العرش رمزية دستورية و شعبية و دينية و تاريخية، وولائه لها.
حين يخلو الدغمي إلى نفسه في منزله الكائن بخلدا، ويستعرض كثيرا مما مر في حياته، ربما يعي ان الطريق ما زال يطول، وإن من كان مثله لا يستريح.. لكي لا يريح، فدأبه إن يكشف المستور ويدافع عن قناعاته، ويحرص ما قدر.. على إحقاق العدل.
ليسامحني " ابا فيصل" إن أصبت أو أخطأت أو قصرت، وطرقت بابه دون إذن، بعد سنين، إنما من ارتدى العقال والعباءة وأمتاز بأخلاق البداوة الاصيلة، وتصدّر بيوت الشعر، لا يستأذن بالدخول عليه..
شخصيته مثار تأويلات وقراءات مختلفة، بل ومناكفات، بيد ان عبد الكريم الدغمي الذي تعرفت عليه ذات نهار ثلجي من العام 1991، غداة "اطاح به البورجوازيون من وزارة العمل" على حد تعبيره، يظل متفرداً بشخصيته، وعلماً لا يمكن إنكاره أو الانتقاص منه، ومن دوره.
وأقر بأن الكتابة عن الدغمي صعبة، ولطالما ترددت قبل ان أبادر القلم، او " الكيبورد" بفعل الحداثة، لكن إغراء شخصيته الثرية فرض نفسه في النهاية.
يمكن القول ان الدغمي رقيق كنسيم، وحميم، وعاطفي، ومخلص، إلى جانب عناده وقوة شخصيته وقسوته بل وجبروته حين يحتاج الى جبروت، ومثل الدغمي " لا يقعقع له بالشنان".
تحدر الدغمي من مضارب بني حسن، " المشاقبة" تحديداً، تلك التي عصف الريح والمجد في مضاربها، راسخة البنيان، بعزم ابنائها وشممهم.. ونفوسهم الكبيرة.
برز الدغمي المولود في المفرق عام 1955 ، وفيها عاش طفولته، غداة فوزه في انتخابات مجلس النواب النواب الحادي عشر عام 1989، وعرف أيامها كشخصية قومية مبدئية، سرعان ما ترك بصمته في الأداء العام لذلك المجلس الذي لن يتكرر، والمجالس التي أعقبته، وظل الدغمي قاسما مشتركا فيها جميعاً.
منصبه الوزاري الأول كان عندما تسلم حقيبة الشؤون البلدية والقروية والبيئة عام 1989، في أول حكومة شكلها المخضرم مضر بدران بعيد عودة الديمقراطية، وجاء منصبه الثاني ابان حكومة طاهر المصري عام 1991، عندما تسلم حقيبة العمل، وانصب جهده على اجراء إصلاحات يبدو ان اوانها لم يكن قد نضج تماماً، وغداة ترك العمل صار وزيرا لشؤون رئاسة الوزراء، ومن ثم شغل حقيبة العدل في سنوات تلت.
الدغمي الذي يعد المرشح الوحيد لعشيرته " المشاقبة" على مدار أزيد من عشرين عاماً، وأحد زعماء قبيلة بني حسن، معروف بوطنيته الحرة التي لطالما جرت عليه خصومات.
علاقات الدغمي محصورة جداً، من الصعب الدخول إلى دائرته الضيقة، فهو لا يتصف بالانفتاح، وإن كان من أروع الناس بالنسبة للمقربين منه، لعل عمله في المحاماة اكسبه حرصا وتحسباً.
لا يختلف اثنان على ان الدغمي شكل صداعا دائما لحكومات تعاقبت، وحارب الفساد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وكان لكل خطأ أو خطوة في اتجاه يراه غير سليم.. بالمرصاد، وصولاته وجولاته تحت القبة أكثر من ان تعد وتحصى.
انقسم نواب في المجالس المتعاقبة بشأنه ، فثمة من ناصبه العداء وآخرون أحبوه وزاملوه بكل صدق.
ومن يحب الدغمي يوماً صعب ان يغير وجهة نظره بعدها.
حين يجلس الدغمي على مقعده بهيبة النائب المخضرم، يعرف ان الفلك من حوله يدور، ولطالما شكل رقما صعباً، لا يمكن تجاوزه في معارك رئاسة المجلس،
وكلمته أثناء مناقشة القوانين، فصل، في كثير من الأحيان.
بعد ترشحه عدة مرات لرئاسة المجلس، ولم يحالفه الحظ والتحالفات، فاز عام 2011 بالمنصب.
غداة ترشحه للانتخابات الأخيرة تعرض لحملة هدفها "الاساءة له"، منها تسريب شريط فيديو حوله، لكن الدغمي اثبت أنه أقوى من أي أمر " دبر بليل"، وأن ناخبيه الذين لطالما وقفوا إلى جانبه، لا يخذلوه.
يؤمن الدغمي ان لمؤسسة العرش رمزية دستورية و شعبية و دينية و تاريخية، وولائه لها.
حين يخلو الدغمي إلى نفسه في منزله الكائن بخلدا، ويستعرض كثيرا مما مر في حياته، ربما يعي ان الطريق ما زال يطول، وإن من كان مثله لا يستريح.. لكي لا يريح، فدأبه إن يكشف المستور ويدافع عن قناعاته، ويحرص ما قدر.. على إحقاق العدل.
ليسامحني " ابا فيصل" إن أصبت أو أخطأت أو قصرت، وطرقت بابه دون إذن، بعد سنين، إنما من ارتدى العقال والعباءة وأمتاز بأخلاق البداوة الاصيلة، وتصدّر بيوت الشعر، لا يستأذن بالدخول عليه..
خالد أبو الخير