خاص لاخبار البلد -
بدويته الاصيلة عناون بارز في صفاته، وآنى نظرت اليه، تجد السمرة المجبولة بتراب الاردن تنطق بحب الوطن والملك.
في حسابات الرجال يعد عيد الفايز من رجالات الاردن المبرزين، ورجل دولة من طراز رفيع، قوي حين يحتاج الى القوة، وعنيد حين يحتاج الى عناد، ولين.. لين السهول الفسيحة في "منجا" وأم العمد .
لم تكن كل ايام ابو سداد على ذات الوتيرة، فقد عرف شظف العيش في طفولته، كواحد من الاردنيين، وكواحد منهم درس في مدارس تهتز سقوفها بفعل ريح ومطر، وحصد العلم واصاب النجاح.
ولد في منجا عام 1945، ومنها بدأ مشواره، واليها يهفو القلب كلما عنّ له أن يزورها ويتنشق الهواء صرفاً، والمدى.
غداة انهى دراسته الثانوية، شد الرحال الى بيروت دارسا الاقتصاد، فحاز البكالوريوس عام 19969.
الفتى الاسمر، غض الاهاب، لطالما رأى فيه عارفوه في تلك الايام، جداً وطموحاً زاخرا بالامل والاماني التي ما تزال عذابا.
سرعان ما قصد الولايات المتحدة للعمل، وانهمك في العمل بالقطاع الخاص والاعمال الحرة خلال الفترة من 1969 الى 1983، واصابا نجاحاً بجهده وعرقه وسهره الطويل.
كثيرون اصابوا نجاحات اقل مما اصاب لم يعودوا، لكن ابا سداد، الذي يسكن الاردن مهجته وروحه، قفل عائدا الى الديرة واهلها والاصحاب.
عين مديراً عاماً لشركة النقل البري العراقية الأردنية : 1983 – 1986، ومن ثم مديراً لمؤسسة الموانئ الأردنية : 1986 – 1990، فأميناً عاماً لوزارة الشباب : 1990 – 1993، ومستشاراً في الديوان الملكي العامر : 1993 – 1996. والمؤكد ان المناصب الاخرى التي حازها اكبر من ان تعد.
اثبت الفايز خلال تلك السنوات قدرته وامكانياته في سلك الدولة، وحاز تقديرا واعجابا على ما قدم وفعل.
" الفايز يزن المصلحة اين تكون، ثم يتكل على الله ويتخذ قراره ولا يلتفت الى رأي اخر أو عذول". هكذا يصفه من عرفه.
ويقول اخر: "الفايز رجل القرار.."
التحول المهم في حياته كان غداة اختياره وزيرا للعمل في حكومة عبد الرؤوف الروابدة عام 1999، تلك الحكومة التي قادت عميلة التحول بين مرحلتين، فقد جاء تشكيلها في وقت عصيب غداة رحيل المغفور له الملك الحسين، وتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية.
الروابدة رجل يعرف الرجال ويقيمهم، ولعله اصاب جدا في اختيار الفايز.
عاد الفايز وزيرا للعمل في حكومة علي ابو الراغب، ووزير دولة ووزيرا للشباب والرياضة في حكومة ابو الراغب المعدلة، ثم وزيرا للداخلية في حكومة الدكتور معروف البخيت 2005_2007، وهو المنصب الذي بقي به في حكومة المهندس نادر الذهبي عام 2007.
يبدو الفايز للاغراب رجلاً غامضاً، وربما جباراً، بيد ان من بديهياته انه ابسط من نسيم، رقيق، تستوقفه دائما الامور الانسانية ويعنى بها، ذكي وديناميكي، يحفظ درسه جيداً، يكره المجاملة بشكل عام ويمقتها اذا تعلقت بمصلحة الوطن.
دمه يغلي اذا تطرق الحديث الى من عاثوا فسادا في الوطن، وعلى نقيض مسؤولين سرعان ما قفزوا الى مقاعد النقد ووضع العصي في الدواليب السائرة، بمجرد مغادرتهم مناصبهم، يعد ابو سداد مدافعاً شرساً عن العرش الهاشمي والدولة والشعب والحكومة والجيش والاجهزة امنية.
في عائلة الفايز شهداء ضحوا من اجل الوطن وفلسطين، لهم مكانتهم في قلبه، ومنهم يستمد العزم على قول الحق مهما كان الثمن.
شخصيا التقيت الرجل مرة واحدة.. وكدأبه دائما، يترك انطباعا حسنا وراسخاً في الانفس اينما حل وكان.