عمان - ضبط رؤساء ومراقبو قاعات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) في دورته الحالية اليوم "أجهزة خليوية وسماعات لاقطة، لاستخدامها للغش في الامتحان داخل القاعات".
وقال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إنه "جرى التحفظ على الاجهزة المضبوطة، بينما أوقف من ضبطت معهم من الطلبة، تمهيدا لإحالتهم إلى المدعي العام، بتهمة اختراق التعليمات".
وبين الذنيبات ان "هذه الاجهزة ضبطت، قبل ان يتمكن الطلبة من استخدامها نتيحة للاجراءات المشددة التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم عبر كوادرها المشرفة على الامتحان".
واعتبر الوزير ان هذا "الامر يبعث على الاسف، لما وصل اليه البعض من طرق واساليب في اللجوء للغش، تعتبر غريبة على مجتمعنا وتسيئ لقيمنا وعاداتنا وديننا الحنيف".
وجدد مناشدته لاولياء امور الطلبة بأن يتعاونوا مع الوزارة بعدم السماح لابنائهم بالغش، لافتها الى أننا "لا نريد جيلا من ابنائنا يتربى على الغش والمسلكيات الخاطئة".
وبين الذنيبات ان "الوزارة تدرس حرمان كل من يخالف تعليمات الامتحان من التقدم اليه على نحو نهائي في الدورات اللاحقة"، مبينا ان الوزارة تؤكد أن هذا "الجيل امانة في اعناقنا، فهي تعمل ما بوسعها بالتعاون مع الاجهزة المعنية، لتحقيق العدالة والمساواة بين الطلبة".
وثمن الوزير تعاون أولياء الامور والمجتمع المحلي الكبير مع الوزارة، مؤكدا ان "هيبة امتحان التوجيهي ستعود، باعتبارها ركيزة من ركائز هيبة الدولة".
وقال ان "الامتحان جرى أمس بنسبة عالية من الانضباط وسط تفهم المجتمع المحلي لطبيعة واهمية اجراءات الوزارة والاجهزة المختلفة لهذه الغاية".
ولم ينف الذنيبات "قيام طلبة بمحاولات غش في عدة قاعات مخترقين بذلك التعليمات"، غير انه اكد ان "هذه المحاولات ضبطت وباءت بالفشل، واتخذت بحق مرتكبيها الاجراءات الرادعة".
كما ترأس الوزير اجتماعا لغرفة العمليات في الوزارة، استمع خلاله من رؤساء القاعات الاشرافية لايجاز حول سير الامتحان.
الى ذلك، سجلت لجان الامتحان بالوزارة 700 مخالفة، منذ بدء الامتحان، وفق الناطق الإعلامي للوزارة وليد الجلاد، الذي قال في تصريح لـ"الغد" ان "لجان الامتحان، اتخذت الاجراءات المناسبة بحق مرتكبي هذه المخالفات، وفق التعليمات الناظمة للامتحان".
ولفت الجلاد الى أنه وجهت للمخالفين انذارات والغيت مشاركات في المبحث الذي ارتكبت أعمال غش خلاله، وحرم بعضهم من دورة أو دورتين وحول بعضهم الآخر للقضاء، ما يعكس حرص الوزارة على الحفاظ على هيبة الامتحان ومصداقيته.
وفي السياق نفسه، واصل طلبة "التوجيهي" من الدراسة الخاصة أمس، تأدية الامتحان في المباحث المقررة على جدوله، إذ امتحن طلبة الفروع الأكاديمية والتعليم الصحي في مبحث اللغة العربية (مهارات الاتصال/ المستوى الرابع).
في حين امتحن طلبة الفرع الصناعي في مبحث علوم صناعية خاصة/ المستوى الرابع، بينما تقدم نحو 24 ألف مشترك ومشتركة من غير مستكملي متطلبات النجاح في الدورات السابقة.
وعلى الرغم من تعدد المباحث الممتحن بها، لكن معظم الطلبة أبدوا ارتياحهم لسير مجريات الامتحان ومستوى ونمطية أسئلة المباحث، لافتين إلى أن معظم القاعات، شهدت أجواء مريحة وهادئة، وسط انضباط ملحوظ من الطلبة والمراقبين.
وأكد طلبة من الفرع الأدبي لـ"الغد" أن مستوى أسئلة مبحث مهارات الاتصال، كان "سهلا ومباشرا وضمن المقرر المدرسي"، لافتين إلى أن المدة الزمنية كافية وأغلبية الطلبة أنهوا الإجابة قبل نهاية الوقت.
وأبدت الطالبة ميساء حسام من الفرع الأدبي ارتياحها ورضاها عن الامتحان، مبينة أن الأسئلة كانت واضحة ومتناسبة مع قدرات الطلبة.
ولم يختلف رأي طلبة الفرع العلمي في أسئلة مبحث مهارات الاتصال، وكذلك طلبة المعلوماتية، مؤكدين أنها كانت من ضمن المنهاج المقرر، لا غموض فيها، لافتين إلى سهولة الامتحان ومناسبته لقدراتهم، وأن الأجواء كانت مريحة في القاعات، والمدة الزمنية كافية.
كما رأى طلبة الفرع الصناعي أن أسئلة مبحث العلوم الصناعية، كانت من ضمن المنهاج المقرر، لا لبس فيها.
وكان الذنيبات تفقد أمس قاعات امتحانات بلواء الجامعة بعمان، واطمأن على سير الامتحان فيها والالتزام بما اتخذته الوزارة من إجراءات لهذه الغاية.
واشاد الذنيبات بكوادر الوزارة وجهودهم التي تعكس قدرتهم على ادارة الامتحان، كما ثمن دور الأجهزة المعنية وتعاونها مع الوزارة لضبط سير الامتحان، وبخاصة وزارة الداخلية وديوان المحاسبة.
ودعت الوزارة الطلبة وذويهم إلى عدم الالتفات "للإشاعات المغرضة التي تسبق ساعات الامتحان، والتي تهدف لتضليلهم وابتزازهم حول حصول البعض على الأسئلة".
بدورها، تابعت نقابة المعلمين مجريات الامتحان في مبحث اللغة العربية، ولاحظت ما أسمته "تزايد الاعتداء على رؤساء القاعات والمراقبين، أكان ذلك من بعض الطلبة أو أولياء الأمور، عبر اقتحام بعض القاعات، بسبب اجراءات الوزارة والأجهزة الأمنية لضبط مجرياته".
ورصدت النقابة "حدوث اعتداء على مراقبين بالحجارة، بحضور الأمن في مدرسة عيمة الثانوية - بنين/ الطفيلة"، مبينة وفق بيان صحفي حصلت "الغد" على نسخة منه أمس، إنها "رصدت عدم مطابقة أي من الأوراق المعروضة على الإعلام لورقة اللغة العربية التي تقدم لها الطلبة لامتحان أمس".
ولفتت الى "اقتحام طلبة وأولياء امور لقاعة امتحان، والاعتداء على رئيس قاعة ومراقبين، وتهديد مراقبين بأن يمتنعوا عن المراقبة لعدم وجود حماية لهم وذلك في المدرسة المهنية/ الطفيلة".
كما لفتت الى "عدم وجود حراسة أمنية على أبواب بعض المدارس في البلقاء والزرقاء، كمدرسة الشاملة الثانوية في حي معصوم".
وتلقت النقابة "شكاوى بخصوص طبيعة أسئلة امتحان الثقافة العامة/ المستوى الاول، الذي جرى اول من أمس، تتمثل بعدم وضوح صياغة أسئلته مثل السؤال الثاني فرع (ب): عدد أشكال (مصادر) لمعرفة العالم المادي، والسؤال الرابع عن رؤية الملك عبد الله الثاني لحل قضايا الشرق الأوسط، والسؤال الأول فرع (ب): علل سماح الحكومة بتشكيل الاحزاب من كافة ألوان الطيف".
كما تلقت النقابة "شكاوى متعددة من جرش والقويسمة بخصوص حرمان الطلية من أداء الامتحان، نتيجة عدم حمل الطلبة لهوياتهم الشخصية، برغم حملهم بطاقات الجلوس، وتأخر الطلبة من دقيقة الى ثلاث دقائق، برغم وجودهم على باب قاعة الامتحان وليس خارج أسوار المدرسة، وهناك حاجة ماسة لمراعاة رؤساء القاعات لظروف الطلبة، وشكوى بخصوص
حالات تغشيش وتوزيع اجابات على الطلبة في مدرستي: حسني فريز وأديب وهبة في السلط".