ماهر ابو طير
الرواية التي تقول ان نتيجة المحاكمات ستؤدي الى شق الجماعة من الداخل،لان شق الجماعة بحاجة الى اعداد كبيرة من القواعد تلتحم بالقيادات الخاضعة للمحاكمة،وهذا امر قد لايكون متوفراً.
ثم لامصلحة استراتيجياً لاحد في الاردن،ان تنشق الجماعة،وان تنقسم،لان باب الانشقاق والانقسام،سيفتح الباب لاشكال اخرى من الانقسام،وقد تخرج غداً مجموعات اخرى،تتبنى اتجاهات متشددة سياسياً او عسكرياً،ولربما وجود خصم ُموّحد له رؤوس محددة،بالنسبة للدولة،افضل بكثير من تبني سيناريو الشق من الداخل وفرط الجماعة،فلااحد يضمن نتائج هذا السيناريو.
في توظيفات مبادرة زمزم الضغط على الجماعة،واضعافها من الداخل،وهي توظيفات ستبقى قائمة،حتى موعد المحاكمة اذا تمت،وفي ذاك التوقيت سيتضح من هو الخاسر فعلياً،من كل هذه القصة،قيادات زمزم ام الجماعة وقياداتها؟!.
لايمكن تلطيف مبادرة زمزم باعتبارها مجرد عمل سياسي على هامش جماعة الاخوان المسلمين،ولاتحت يافطة مركز دراسات باسم المبادرة،فالدوافع واضحة،لكنها ايضاً سوف تتبدد في قوتها،اذا لم تكن خلفها رافعة شعبية من داخل قواعد الجماعة او من الاتجاهات السياسية في كل البلد،فكيف اذا كانت بلا الاولى ولا الثانية؟!.
اهمية رموز مبادرة زمزم تنبع من كونهم ينتمون الى الاخوان المسلمين،وفي حال خسروا هذا الغطاء،فسوف يلتحقون بقائمة طويلة،من الناشطين السياسيين في البلد،والقدرة على توسعة تيارهم ستفتقد الى الزخم،لانهم سوف يتحولون لحظتها الى مجرد سياسيين،بلا قواعد،او غطاء،وهذا ماتعرفه قيادة الاخوان،وتريد رفعه عن هؤلاء،اي غطاء الانتساب الى الاسلاميين.
قد يكون مناسباً،لقيادات زمزم الاختيار،بين احد خيارين،اما مبادرة زمزم،مع كلفتها السياسية الاكتوارية،واما البقاء في حضن الاسلاميين،والجمع بين الامرين،على طريقة «مثنى وثلاث ورباع» امر مستحيل في هذه الحالة.
في الموروث الشعبي:هنيئا لمن جمع رأسين بالحلال على وسادة واحدة،وهذا موروث ُمصّدق اجتماعياً،لكنه مستحيل في هذه الحالة على وجه التحديد،وستكون المبادرة امام احد خيارين،الاختفاء،او ان تصبح ملاذاً وحيداً دون جماعة شريكة في الظلال.