أخبار البلد -
تتصف بالجرأة والتهذيب الشديد في آن.
تعتز بوالدها رئيس الوزراء الاسبق والسياسي البارز ورجل الدولة من طراز رفيع مضر بدران ، لكنها لا تتكيء على ميراثه.
رأت ريم مضر محمد بدران النور في عمان ، مدينة المدائن ومهوى قلبها آنى صارت وحلت.
وكلما عنّ لها التجول في شوارعها المحفوفة بالبيوت ذاتها والارصفة التي لا تتعب ذاتها، تتذكر طفلة تهوى المطر وااللعب، لطالما اطالت التحديق في ياسمينها وصنوبرها الباسق. حلم التسامي الذي استقته من تلك الاشجار، وليس العلو.. باق، ما بقيت، في احداقها.
تأسرك حين تلتقيها ببساطتها وتهذيبها وجرأتها في الحوار، وسرعان ما يتسلل اليك الشعور بانك تعرفها، وكأنها أخت أو قريبة أو قصيدة شردت من نايات ما تزال تبوح بالشجن على سفوح احراش جرش، أو تكاد.
تطرح افكارها بشفافية، وتقول ما تريد، ثم تحدق اي اثر تركته نلك الكلمات، معبرة عن استعدادها للاجابة على اي سؤال قد يخطر ببال.
على غير هوى والدها، نزعت الى الاقتصاد، ثم بدلت الى السياسة، ثم عادت والعود أحمد، لعلها تدرك ما قاله لينين:" ما الاقتصاد الا سياسة مكثفة".
في سنوات كان فيها مضر بدران ضابطاً ورئيسا لدائرة المخابرات، لطالما افتقدته طفلته الاثيرة، ففي سنوات الجمر تلك كان الوطن أولا.. عسى ان يبقى في كل وقت أولاً.
وحين ودع العسكرية وانتقل الى السياسة وصار رئيسا للديوان الملكي ومن ثم رئيسا للوزراء، كانت في مقتبل صباها، وظل الافتقاد حاضراً، فكيف يمكن ان تشبع ابنة من ابيها المشغول حتى اذنيه بالسياسة وتقلباتها، لكنه والحق يقال كان يترك لاولاده الاربع مساحة كافية في ظنه، وهم الذين يريدون كل المساحة.
درست المرحلة الابتدائية والإعدادية في الكلية العلمية الإسلامية و الثانوية العامة من المدرسة الأهلية للبنات، وما زال بالبال تلك الايام.. وصدى ضحكات الصويحبات والمدى.
التحقت بالجامعة الاردنية دارسة للادب الانجليزي وادارة الاعمال. ولطالما اعجبت بشكسبير وديكز والاخوات برونتي وبرناردشو و"ييتس" وربما اتبعته ب "ت س اليوت" وارضه التي ما زالت يباب.
ومن عمان الى العاصمة الاميركية التي حلت بها دارسة الاقتصاد الدولي والدراسات الشرق اوسطية في جامعة جون هوبكنز المرموقة، وحازت منها الماجستير.
المناصب التي شغلتها بعيد عودتها لارض الوطن اكثر من ان تحصى، وشكلت بمجملها اضافة في مسيرة المرأة الاردنية الاقتصادية، فهي مؤسس ورئيس ملتقى النساء العالمي – فرع الأردن ، رئيس لجنة تنمية الاستثمار في الدول العربية / مجلس الوحدة الاقتصادية في جامعة الدول العربية في القاهرة .، النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة عمان ، عضو مجلس إدارة مؤسسة تشجيع الاستثمار، عضو المجلس الاستشاري / وزارة الصناعة والتجارة ،رئيس وعضو في العديد من مجالس إدارة شركات مساهمة عامة وخاصة . رئيس وعضو في العديد من مجالس الأعمال الأردنية العربية والأجنبية المشتركة، عضوية مجلس إدارة منظمة الرؤساء الشباب في الأردن، عضو مجلس إدارة البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة ، عضو مجلس أمناء الجمعية الملكية للفنون الجميلة الأردنية،عضو مجلس مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، عضو مجلس أمناء المركز الأردني للدراسات والمعلومات ، عضو مجلس استشاري كلية طلال أبو غزالة لإدارة الإعمال ،مؤسس وعضو مجلس اعتماد المؤسسات الصحية . وغيرها.
لكن من المهم التوقف عن محطتين هامتين الاولى حين ترأست مؤسسة تشجيع الاستثمار واستطاعت ايامها ان تجلب زهاء 5 مليار دولار الى الاردن. والمحطة الثانية حين ترشحت لعضوية مجلس النواب السادس عشر عن الدائرة الثالثة "دائرة الحيتان" وفازت بالتنافس رافضة "الكوتا".
فوزها بالمقعد النيابي كان عن جدارة اذ حصدت 3792 صوتا. ترجع ذلك الى صلتها بالناس وتواصلها معهم: "كنت اقول لهم هذا هو برنامجي وهذا تاريخي وهذا ما عملته واتمنى ان تنتخبوني". فضلا عن نجاحها في اقناع النساء بالتصويت لها، وتفاخر بان 53% من الاصوات التي حازتها كانت نسائية، وهي المرة الاولى التي تشارك بها المرأة بهذه الكثافة.
تؤكد انها استشارت والدها مضر بدران بخوضها الانتخابات فلم يعلق الا بكلمة واحدة: "على بركة الله..".
ترددت امكانية دخولها في حكومة عبد الله النسور الثانية وزيرة للشؤون الاجتماعية أو سواها.. لكن ذلك لم يحدث.
ريم بدران التي من طباعها الا تسكت عن حق، هالها امران: الاول الحملة الشرسة التي استهدفتها اعلامياً دون وجه حق، في فترة نيابتها، ولم تسكت ودافعت عن نفسها ، والثانية انها منعت من الادلاء بشهادتها في دائرة الاراضي والمساحة بسبب انها امرأة، فرفعت كتابا الى وزير المالية وصل الى رئاسة الوزراء، اكدت فيه احتجاجها ورفضها لهذا التمييز المخجل.
من بين ادوارها انها مناضلة ومدافعة صلبة عن حقوق المرأة :" بالمثابرة والصبر والعمل الجاد استطاعت تحقيق كل ما ترنو اليه في حياتها العملية والعلمية" .. هذا ما اكدته ريم بدران لطالبات الصف الاول ثانوي في مدرسة الملكة زين الشرف الثانوية للبنات.
السيدة تعشق الياسمين وعمان واعتادت ان تطوي الغمام وسادة لاحلامها، ما زال أمامها الكثير..فهي تانسو شلر " في قوتها ونعومتها ورؤيتها
خالد ابو الخير