اخبار البلد : كتب / حسن سعيد -
كثيرون من شعوب الدول المجاورة سواء أكانت صديقة أو شقيقة يتمنون استنساخ تجربة دائرة المخابرات العامة الأردنية لتطبيقها في دولهم ومع شعوبهم بدلا من تجاربهم المرة القاسية والصعبة ، التي عانوها من هذه الاجهزة قبل وأثناء الربيع العربي حيث تحولت أجهزة المخابرات في معظم الدول ان لم يكن جميعها الى اجهزة للقتل والسحل والضرب والتنكيل والبطش بشعوبها وكأنها دجاج للذبح والسلخ ، والروايات عديدة والحكايات أكثر والتجارب السوداء لأجهزة المخابرات التي لا مجال لذكرها لانها باتت معروفة ومكشوفة للجميع .
ونحن في الأردن محسودين على دائرة المخابرات العامة التي تتلقى توجيهاتها وتعليماتها من القائد الأعلى الذي يرفع شعار كرامة الفرد من كرامة الوطن ، وحقوق انسانه هو الاساس العملي الذي يجب على الجميع احترامه وتقديسه ، وصون كرامته فهذه الدائرة وبحكمة وحنكة وخبرة وتجربة كانت تقرأ المشهد الوطني بعبارته واطارته الاقليمية والدولية فانحازت الى الدولة والانسان معا ، فكانت عونا للجميع في اصعب الظروف ولم تكن لا سمح الله معول هدم ، وكذلك كانت الاجهزة الاخرى .
فشاهدنا دور الجهاز في تعزيز الشفافية والمصداقية في العملية الانتخابية السابقة من خلال توفير كل شروط وأسس الأمن الوطني ، كما أن الاجهزة الامنية وتحديدا دائرة المخابرات كانت صادقة وأمينة في نقل الحقائق والمعلومات مع معرفة التطورات ووضع التوصيات التي ساهمت في تثبيت المكانة الحقيقية لعجلة الاصلاح التي سارت بسهولة ويسر محققة البرامج التي جاءت على شكل انجازات لا يمكن لعاقل ان يتجاهلها .
والأن علم الشارع الأردني لماذا اختار سيد البلاد في اختيار النظيف المنتمي الصادق الشريف الفريق فيصل باشا الشوبكي في هذا المكان وفي ذلك الزمان حيث عادت بوصلة دائرة المخابرات العامة الى الوطن بفعل سياسات هذا الرجل وقرارته وبرنامج اصلاحه الوطني الذي ساهم في تخفيف حدة الازمة المعقدة .
الشوبكي الذي كان جنديا وطنيا وفارسا من فرسان الحق منذ ريعان شبابه عاد لعرين وسدة الجهاز الذي كان يحتاج الى حكيم بمواصفات هذا الرجل الذي جمع بين المفاهيم الامنية والرؤى الاصلاحية وأسس معايير دبلوماسية وحضارية .
هذا الرجل كان يعمل سفيرا في دولة المغرب وهناك أطلع على العمل الدبلوماسي الحقيقي في دولة شبيهة في نظام حكمها من الأردن ، فعاد يحمل أجندة وطنية اصلاحية سياسية انسانية وطنية دبلوماسية شفافة عنوانها الأمن والسياسة والانسان والدولة فعزز بتجربته ومسيرته الطويلة كل ما كان يسعى اليه المواطن الذي يعيش الأن ربيعا اردنيا هاشميا ، مليئا بالانجازات الاصلاحية الحقيقية والعملية ، وبدون اراقة قطرة دم ، فلم يقتل الناس بالسياسة ولم تكمم الافواه وتحول الشارع الى ساحة حرية لا يسأل به أحدا حتى اولئك الذين اسأوا الى وطنهم ، فكانت دائرة المخابرات تتعامل معهم بروح الانسانية وليست بروح ثأرية انتقامية .
دائرة المخابرات العامة وكل فرسانها يستحقون الف تحية من مواطنهم كونهم كانوا العيون الساهرة على كل مقدرات هذا الوطن وانجازاته ومؤسساته فهم حموا الحدود الملتهبة الساخنة من دول الجوار ، واستقبلوا اللاجئين ووفروا لهم الحماية كما وفروها للحياة الأردنية التي اكتشفت أن في الاردن رجال كبار لا يهمهم صنع بطولات وهمية ولا يهمهم أضواء لان همهم كان الأردن وقيادته ودولته ومواطنه .
طوبى لفرسان الحق وفارسها الباشا الشوبكي الذي قضى كل أوقاته بعيدا عن عائلته متمرسا في بيت الوطن ، ساهرا على حياة ابنائه الذين يحلفون بالله والوطن ان يحفظ هذا الجهاز وأفراده فردا فردا لما قدموه من جهد خارق يفوق كل جهد حتى وصلت الأمور الى مبتغاها والى هدفها المنشود .
وبهذا نقول دائما ان الاخرين يحسدوننا على أمننا وعلى اصلاحنا الذي تم وانجز أكثر من المطلوب بدون خسائر أو دماء .
حمى الله الأردن وحمى رجالاته وحمى القائد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم الذي يقدم لنا كل يوم خطوة جديدة من خطوات النهج الهاشمي المنحاز لكرامة الامة وكرامة الفرد فيها
حسن سعيد