كيف يمكن تعكير صفو علاقات مع دولة شقيقة وهي لم تكن صافية أصلا في أي وقت، وكيف يحدد التعكير أصلا طالما المعاملة ليست بالمثل، وقد شهدنا حملات عرمرمية ضد الدولة والشعب من محطة الجزيرة دون أن تتهم بالتعكير او التنكيل، ومن غيرها كتاب كالوا ما استطاعوا من الافتراءات ولم يتهمهم أحد هنا أو في مدن زيت الكاز بتعكير صفو علاقات من أي نوع.
في حادثة وقعت خلال العقد الماضي هربت اميرة خليجية برفقة جندي مارينز امريكي وتزوجته، وقد تناقلت الصحافة من شتى الدول القصة ونشرت صورا جريئة لهما ولم تصدر من أي مكان تهم لأحد بتعكير صفو العلاقات دولية. كما تتناقل الصحافة بلا توقف أخبارا خاصة لامراء وشخصيات الكثير منها يمكن اعتباره مخلا، ولم يحدث أن احتجت دولة معنية على ما ينشر بقدر ما ترك الأمر للمتضرر لما يراه مناسبا، وفي حالات أخرى تحاسبه دولته لأفعاله السياحية.
تقوم الصحافة بنقد أوباما وتصفه بأمور شتى، والحال نفسه يحدث لكل زعماء الدول الغربية ولم يحدث احتجاج من دولهم في أي وقت، كما لم تسجل تهم تعكير اجواء علاقات معها. والذين يعارضون الرئيس السوري هذه الأيام يصفونه بالجزار وأكثر، ولم تثر ضدهم تهم التعكير رغم الاعتراف الرسمي بنظامه، وهناك من يتناول السيسي ويصفه بالانقلابي، حتى من شكك بهويته وذات الأمر لعدم وجود ما يعكر أي صفو مع مصر.
في مرة تحدث محمد حسننين هيكل عن وثائق نالت من الدولة ولم تصدر من أي جهة تهم التعكير، وفي أخرى تحدث الباحث خليل ابو خديجة بما هو اقسى ولم يطلب احد رأسه. وتنقسم الصحافة في مصر بين مع وضد دول الخليج، والذين ضد يصفونها ويتهمونها بالكثير ومع ذلك ترسل 12 مليار دولار مساعدات، كما أن قطر ترسل الغاز لها رغم الشقاق الذي هو اكثر من التعكير ورغم ما ينشر في صحفها عن العائلة الحاكمة ايضا.
يظل السؤال، كيف لكل ما يكتب من نقد سياسي أو فساد مالي أو اعتراضات على السياسات الخليجية، وما نال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق الشيخ حمد من كونه صديقا مقربا من العدو الاسرائيلي وغير ذلك الكثير بالاتجاهات كافة دون أن تثار تهم التعكير في حين رفع شعار أو نشر خبر لأمير في كازينو او متسوح يعد تعكيرا لصفو علاقات مع دولة؟