يمكن لدولة عبد الله النسور أن يتحدث ساعات وساعات عن إنجازات حكومته الأولى والثانية، لكن كثيرا من المواطنين لم يلمسوا من تلك الانجازات سوى رفع الأسعار الذي ألهب ظهرونا وأحرق جيوبنا.
النسور الذي فاق أقرانه، سيرد علينا قائلا: هذه قرارت مؤلمة لكنها ضرورية جدا، ولو لم نتخذها لانهار الاقتصاد وانهار معه سعر صرف الدينار، ولأفلست الدولة ولجلسنا كلنا على قارعة الطريق نشحد الملح. وسيضيف النسور: أريد أن أقلص عجز الموازنة، وأن أواجه ارتفاع سعر النفط عالميا، وانقطاع الغاز المصري.
صحيح أن هناك مشكلة اقتصادية تتفاقم كل يوم ولا بد من مواجهتها، لكن النسور واجهها برفع الدعم ورفع الرسوم والضرائب، وهو حل يمكن أن يتخذه أي شخص حتى لو كان عديم الخبرة وقليل الذكاء ومنعدم الحنكة.
ما كنا ولا زلنا نحتاجه هو رئيس وزراء يستخدم ذكاءه وخبرته وحنكته ودهاءه وحذاقته وجرأته في حل المشكلة الاقتصادية دون اللجوء إلى رفع الأسعار والرسوم والضرائب، لا أن يستخدم صفاته تلك في تمرير قرارات رفع الأسعار.