‘قل لاصدقائك إننا نرصد كل حركاتهم وسكناتهم ولا تغادرنا كبيرة او صغيرة منهم الا وقد باتت في تسجيل مرقوم … وانهم اكثر هشاشة مما يتصورون’ وانهم ليسوا قدرنا المحتوم ابدا !
كان الوقت مساء والمكان هو العاصمة الايرانية طهران والمضيف هو احد جنرالات الحرس الثوري الايراني والحيثيات ‘اقتراب ساعة الصفر للهجوم الامريكي على ايران’ والضيف المتلقي للرسالة هو امير احدى ممالك النفط تحتفظ بلاده اكبر قاعدة للامريكيين على اراضي امارته تلك !
وقد كان قد وصل يومها على عجل الى العاصمة الايرانية حاملا رسالة جماعية مندول مجلس التعاون مفادها : ‘ ان القرار بمهاجمتكم صار قدرا لم يعد بامكاننا ردهوكل ما بقي لدينا فعله هو اخباركم بساعة الصفر تخفيفا لاضرار الحرب عليكم متأملين منكم منع انتشارها على جانبي المياه الدافئة حفاظا على البيئة وتقليل نسبةحجم الارواح البريئة التي ستزهق’!
عندها سلمه الرئيس نجاد لاحد كبار القادة العسكريين طالبا اليه اختبار دقة الرسالة ميدانيا ايضا!
ولم يتأخر الجنرال كثيرا فبعد تداول سريع في المعطيات الميدانية الدالة برأي حامل الرسالة بان الحرب واقعة لا محالة ادخل سمو الامير الى قاعة مجهزة بآخر واحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا العصر وتم اطفاء الاضواء وابتدأ العرض :
‘ وحدات متقدمة من قسم الحرب الاليكترونية والردع الاستراتيجي في مجال البحرتنطلق كالبرق على قوارب مطاطية سريعة تقترب من واحدة من اضخم حاملات الطائرات الامريكية التي يفترض انها مدججة بكل انواع التحصينات التي تمنعحركة او مرور او عبور اي جسم غريب بشري او طائر فتقوم بتصوير العملاق البحري الامريكي من كل الاتجاهات الاربعة ومن تحت المياه بما فيها الارقام المسلسلة للسفينة العملاقة ثم تعود الى قاعدتها سالمة’!
انتهى العرض الايراني، فخرج الامير مندهشا ومبهورا من جهة لكنه مطمئن كذلكبان الحرب لن تقع ما دام الامر كذلك على الاقل هذا ما قاله لمضيفه الايراني فيوقتها !
وهكذا كان بالفعل حيث تراجع الامريكيون وهم في اوج عربدتهم وتهديداتهم والتيترافقت يومها عن احتمال اغلاق مضيق هرمز واشتعال حرب اقليمية لا تبقي ولا تذرعنوانها المزيف ‘ منع صناعة ايران للقنبلة النووية’!
اليوم ونحن نشهد اصطفافا عالميا واقليميا حول سورية تحت عنوان مزيف جديد‘استخدام الرئيس الاسد للاسلحة الكيمياوية’ يقترب المسرح الدولي من جديد منحافة الهاوية وتبدأ الرسل بالتقاطر على ايران كما على اطراف جبهة المقاومة لنقل رسائل مشابهة لتلك الآنفة الذكر !
صحيح ان الاوضاع غير الاوضاع والملف غير الملف والاصطفافات غير الاصطفافات والمشهد على المسرح السياسي الدولي المحيط بسورية ليس كما هو الذي كان محيطا بايران آنذاك !
الا ان ايران هي هي وامريكا هي هي والمعركة في الجوهر هي هي، صحيح ان الحجة والذريعة متفاوتة هذه المرة الا ان الهدف هو توجيه رسالة الى ايران الاسلامية وحزب الله الذراع الاهم في جبهة المقاومة وان جاء العنوان سورية !
ورسالة الضيوف هي هي : كفي يديك يا ايران عن فلسطين ومياه المتوسط ومضائق البحر الاحمر لانك بدأت تخلين بالمعادلة الجيو استراتيجية وهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر الامريكية بامتياز !
فما هو الرد الايراني هذه المرة :
فيديو مسجل لقائد فيلق تحرير القدس الايراني اوصلته قناة معروفة جيدا لدى واشنطن سلمته الى كبار القادة الامريكيين يحمل ما مضمونه نصا : سورية هي خطنا الاحمر واي حماقة سترتكبونها هناك ستكون لكم فيتنام ثانية ومقبرتكم لامحالة وعروجنا نحن الى السماء منتصرين على استكباركم!
تردد اوباما وتراجع متخبطا محتميا بقرار ذيله التاريخي صاحب الديمقراطية العريقة، لكنه سرعان ماراودته نفسه بالعرض الصهيوني من جديد وهو قد يفكرجديا هذه المرة بارتكاب فعلته !
فاذا بجنرال آخر اعلى رتبة يقول له من جديد:
من مضيق هرمز الى باب المندب وفي كل مكان لك فيه قواعد ارتكازية انت تحت نيران قواتي المتأهبة للنزال الكبير، وساكون انا من يطلق رصاصة الرحمة على جيشك المتردد والمنهك والذي سيظهر للعالم بانه اوهن من بيت العنكبوت تماما كما برزت احدى جيوش معسكراتك في حرب تموز المجيدة !
يقول متتبع لمجريات للمشاورات المكثفة التي تجري على قدم وساق تحت الطاولة :صحيح انهم يدقون طبول حرب يحاول بوش الجديد (اوباما) تشكيل جبهة دولية منحوله يراد منها اخراج الاسد من عرينه بمفاوضات اطار جنيف 2عسير الولادة، منخلال قوة النار التي يهدد بها، الا انهم يخافون اشتعالها في الوقت نفسه لانهم لايعرفون مديات امتداد شعاعها !