حقق نشامى المنتخب الوطني لكرة القدم الصعب وقهروا المستحيل، عندما بلغوا "الملحق العالمي" من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل في العام 2014.
وتمكن النشامى من التغلب على المنتخب الأوزبكي بركلات الترجيح 9-8، بعد التعادل 1-1 والتمديد لشوطين إضافيين، في مباراة الإياب التي جرت أمس في ستاد باختكور.
وعاشت الجماهير الأردنية لحظات عصيبة بعد انقطاع البث التلفزيوني عند تنفيذ ركلات الترجيح، قبل أن تعم الفرحة بيت كل أردني، في انتظار استكمال الحلم الجميل، وكان التيار الكهربائي قد انقطع عن الملعب في الشوط الأول، وأوقف الحكم المباراة حوالي 5 دقائق ثم استؤنف اللعب.
وبهذا الفوز سيتقابل المنتخب الوطني مع خامس أميركا الجنوبية في الملحق العالمي في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، حيث يتأهل الفائز في مجموع المباراتين إلى نهائيات كأس العالم.
أوزبكستان 8 (1) الأردن 9 (1)
امتلك لاعبو منتخبنا زمام المبادرة، وعمدوا إلى البناء المتقن بفضل تحركات خماسي الوسط سعيد مرجان وخليل بني عطية ومصعب اللحام وعامر ذيب وأحمد سمير في وسط الميدان، في محاولة لتحييد الوسط الاوزبكي من التحكم بالكرة وحاولوا تضييق المساحات، والضغط المستمر على لاعبي الفريق المنافس، فساهم هذا الوضع فأفضلية للاعبينا.
المنتخب عمد إلى توزيع الأدوار وكانت أدوار الظهير عدي زهران مقننة خشية من تكرار سيناريو الذهاب، فيما كان مصعب اللحام يتقدم كثيرا بعد تلقيه الاسناد من محمد الدميري في الميسرة، مما أتاح المساحات الكافية أمام أحمد سمير للعب خلف المهاجم أحمد هايل الذي بقي تحت ضغط مدافعي المنتخب الاوزبكي، بيد ان هجمات لاعبينا افتقرت للنهائيات السعيدة على مشارف الجزاء.
لاعبو المنتخب الأوزبكي أدركوا النوايا الأردنية وسرعان ما أعادوا ترتيب اوراقهم من جديد وتحصلوا على كرة ثابتة على مشارف الجزاء، تصدى لتسديدها اوديل احمدوف، تمكن عامر شفيع من ابعادها لتتهادى أمام المدافع المتقدم انزور اسماعيلوف الذي لم يتوان عن ايداعها الشباك وسط رقابة دفاعية هشة.
منتخبنا أحسن امتصاص الصدمة وأبدى رباعي الدفاع محمد مصطفى وبني ياسين وزهران والدميري أكثر تماسك وعاد لفرض حضوره في منطقة العمليات بعدما تبادل خليل بني عطية وعامر ذيب مراكزهما، فانطلق المنتخب صوب المواقع الهجومية، فسدد أحمد سمير كرة كرباجية علت العارضة بقليل، ومرت تسديدة خليل بني عطية بعد بينية مصعب اللحام إلى جوار القائم الأيمن للحارس مرتجان زاخوروف، وكاد اوديل أن يضيف الهدف الثاني للمنتخب الأوزبكي بيد أن حضور أنس بني ياسين في الوقت المناسب أهدر فرصة خطيرة للأوزبك، وعاد بني عطية واستقبل بينية عامر ذيب داخل الصندوق إلا ان دفاع اوزبكستان ابعدها في الوقت المناسب، أمام هذه التحركات وفي ظل الإكثار من عملية تدوير الكرات، لتشهد الدقيقة 42 هدف التعادل للمنتخب الوطني، عندما تلاعب عامر ذيب واحمد هايل ومصعب اللحام بالكرة فيما بينهم، شتتها الدفاع الأوزبكي خارج المنطقة لتجد قدم "المدفعجي" سعيد مرجان الذي أطلق قذيفة هائلة سكنت المقص الأيمن للحارس الأوزبكي مرتجان زاخاروف.
هذا الهدف رفع من الروح المعنوية للاعبي المنتخب، واضحت العابه تأخذ منحى الوصول للمرمى الأوزبكي الذي أجرى مدربه تعديلا، عندما زج بالبديل سلطانوف عوضا عن ناسيموف، لتنتهي احداث الحصة الأولى بالتعادل الايجابي 1-1.
لا جديد
جاءت احداث الشوط الثاني بمعالم البداية الجديدة تبعا لتساوي الفرص بين المنتخبين، وتسلل الحذر بشكل واضح من خلال الجمل التكتيكية التي حاول فيها منتخبنا الوطني اغلاق ملعبه من المنتصف بوجود سعيد مرجان وأحمد سمير وخليل بني عطية وعامر ذيب ومصعب اللحام للسيطرة على كرات جيباروف واحمدوف واسلوم واولينغ وسلطانوف التي قصدت الإبقاء على السرعة الهجومية لمحاصرة مرمى شفيع واصابته إلا أنه استعصى عليه الأمر وكسب عدد كبير من الكرات الركنية وضع احداها جيباروف بشكل ماكر إلا أن شفيع كان لها بالمرصاد.
وحاول المنتخب الوطني العودة بكرات مرتدة سريعة من خلال تحركات بني عطية ومصعب وهايل بدعم مباشر من سمير وسعيد الا انها افتقدت التركيز داخل صندوق أوزبكستان فلم تأت بالخطورة، وعاب البطء كرات خليل في الثلث الأخير من ملعب أوزبكستان ليقصد المصري حسام حسن تفعيل منطقة العمليات بإشراك عبدالله ذيب الذي سدد من أول لمسة له الكرة الثابتة مرت بجوار القائم.
مدرب أوزبكستان قاسيموف أحس بالارتباك مع مرور الوقت الى النهاية فأجرى تبديله التكتيكي بإشراك سيرغاييف بدلا من جاسور، وعادة ليمارس نشاطه الهجومي من خلال عمليات سريعة من الطرفين والعمق حاصرت مرمى شفيع ليسدد سلطانوف كرة قوية مرت بجوار المرمى وأخرى عرضية عكسها سيرجييف بشكل خادع أبعدها شفيع وتابعها جيباروف خلصها عدي زهران على حساب ركنية.
منتخبنا بقي محافظا على رتمه بانضباط تكتيكي في ملعبه مغلقا للطرق المؤدية إلى مرمى شفيع، والانطلاق بهجمات مرتدة وصلت احداها إلى مصعب اللحام الذي حضر كرة انيقة أمام عبدالله ذيب سددها الأخير خلصها المدافع اسماعيلوف على حساب ركنية، وعادت رياح أوزبكستان الهجومية تهب بخطورة على مرمى شفيع وسط يقظة من بني ياسين ومحمد مصطفى والدميري وزهران المسندين من سعيد وسمير من محور الارتكاز لتضييق الخناق على سرعة الهجمات الأوزبكية في حضور للحارس عامر شفيع الذي علت مرماه رأسية سيرجييف.
وعاد مدرب اوزبكستان ليطرح ورقة إيفان ناجاتيف بدلا من تورستوف ورد عليه المصري حسن بإشراك عدنان عدوس بدلا من أحمد سمير، وبقي المنتخبان يبحثان عن الثغرات بهدف خطف هدف التقدم وعاد منتخبنا بهجمة سريعة كسب منها كرة ثابتة نفذها عبدالله ذيب ارتدت من الدفاع، في ظل ضغط اوزبكي قصد بعثرة الحضور الدفاعي للمنتخب الوطني الا ان الكرات لم تحمل الخطورة المطلوبة.
وعاد حسام حسن ليطرح ورقة عدي الصيفي بدلا من مصعب اللحام بقصد تفعيل الحلول الهجومية، وعاد المنتخبان ليلعبا بحذر مع دخول الوقت القاتل الذي مر دون تغيير وانتهى الوقت الاصلي بالتعادل الايجابي 1-1، الامر الذي فرض احتكام المنتخبين للوقت الاضافي.
"قناعة بالنتيجة"
تعليمات المدير الفني للمنتخب الوطني حسام حسن جاءت صريحة بتأمين الحماية لملعبه الخلفي دون اللجوء إلى المغامرة الهجومية فيما المنتخب الاوزبكي اعلن امتداده الهجومي من كافة المحاور واصطدم بتركيز ذهني أردني عال، ولم يتغير الحال مع الركنية التي نفذها جيباروف وقابلها انزور اسماعيلوف برأسية غير متقنة مرت فوق، لتمر الدقائق بين أفكار هجومية أوزبكية ورد دفاعي اردني حتى دخول د.100 التي توقفت معها المباراة بسبب عطل في التيار الكهربائي استمر لمدة 10 دقائق واستمر اللعب بنفس السيناريو مع دخول الشوط الاضافي الثاني، وجاءت هجمة اردنية مرتدت وصلت الى عدي الصيفي الذي سددها بجوار المرمى.
وعاد الأوزبكي بنشاطه الهجومي ليرسل حميدوف كرة قوية حولها شفيع لركنية ووقف ببسالة للكرة الخادعة من ثابتة جيباروف، وتحصل المنتخب على هجمة مرتدة لم يحسن الصيفي التعامل معها وعاد الضغط الاوزبكي من جديد مع دخول الوقت القاتل إلا أن النشامى أوقفوا طموحه وسحبوا الاحداث للاحتكام إلى فارق ركلات الترجيح.
الحسم بـ"الجزاء"
وكان منتخبنا حسم الموقعة التاريخية بركلات الجزاء وبعد ماراثون من الركلات وصلت إلى 9-8 ، حيث استطاع الحارس عامر شفيع التصدي للركلة الأخيرة ليطير بالمنتخب الوطني لمقارعة أميركا الجنوبية.
سجل للمنتخب الوطني أنس بني ياسين، عدي الصيفي، عبدالله ذيب، سعيد مرجان، ثم أهدر احمد هايل الركلة الخامسة، وفي الركلات الفاصلة (ركلة بركلة) سجل للمنتخب كل من عدنان عدوس، محمد مصطفى، عامر ذيب، عدي زهران ومحمد الدميري.
المنتخب الأوزبكي استهل الركلات بإهدار الأولى عبر احمدوف ثم سجل له كل من ديباروف، تيمور، اسلوم، سيرجاييف، وفي الركلات الفاصلة سجل اللاعب اكمل شيراكومودييف، فيتالي، ايفان، سانجار، قبل أن يهدر أنزور الركلة الأخيرة.
المباراة في سطور
النتيجة: فوز الأردن 9-8 (1-1)
سجل الاهداف: انزور اسماعيلوف د: 5، سعيد مرجان د: 42
الملعب: استاد باختاكور
الحكام: طاقم استرالي مكون من: بنجامين وليمز، ماينو كريم، هاكانا اناز، وتربيرو دولوفسكي.
العقوبات: انذر عبدالله ذيب، عامر ذيب، عامر شفيع من الأردن وإيفان ناكييف من أوزبكستان
مثل الأردن: عامر شفيع، محمد مصطفى، انس بني ياسين، عدي زهران، محمد الدميري، سعيد مرجان، خليل بني عطية (عبدالله ذيب)، مصعب اللحام (عدنان سليمان)، عامر ذيب، أحمد سمير (عدي الصيفي)، أحمد هايل.
أوزبكستان: مرتجان زاخاروف، انزور اسماعيلوف، جسور كسنوف (ايجور سيرجييف)، سيرفر جيروف، اوديل احمدوف، باكيدر ناسيموف (إيفان ناكييف)، اوليغ وزنيف (سنجار توريسوف)، تيمور كابادزي، فيتالي دينسوف، اسلوم تاهتا، اكمل شوركاميدوف.