أخبار البلد
الأردن هذا البلد العربي الذي استطاع أن يحافظ على إستقراره طيلة نصف قرن وما يزيد. والذي استطاع أن يستوعب ملايين العرب المهاجرين سواءً من خلال النكبة الفلسطينية عام 48 التي أجبرت مئات الفلسطينيين الهجرة إليه وتلاها نكسة حزيرانبعد عشرون عاما, فكان الأردن رسمياً وشعبياً بلد الأنصار الذين إحتضنوا المهاجرين.
وتأتي النكبة السورية الجديدة لتضيف للأردن عبئاً كبيراً وخطيراً ليس كمثل النكبات السابقة خاصة أن سوريا التي تشتعل ناراً ودماراً شظاياها تقترب من الأردن بحكم الجغرافيا الحراك الشعبي في الأردن قبل الربيع العربي.
وعلى ما يبدو أن ما جرى في الوطن العربي الذي أخذ منحىً دموياً تم خلاله إسقاط أنظمة حكم وما تلاه من فوضى وحروب داخلية أوقفت الجميع في الأردن أمام حقيقةعكست نفسها وتجلت في حرص الجميع على استقرار البلد.
وعندما بدأ الصراع في سوريا والذي أخذ وضعاً مأساوياً رهيباً توقف الكل الأردنيسواءً السلطة أو الجماهير بكل تنظيماتها الإسلامية والوطنية أمام تخوفٍ من الدخول في أتون نار تحرق الجميع.
فأخذ الحراك الشعبي الاردني موقفاً أكثر هدوءً رغم أن لا شيء قد تغير فالفساد مازال فساداً والوضع الإقتصادي يزداد سوء ً واسعار السلع والمحروقات تتزايد بشكل تصاعدي مع كل شهر الضغوط الخارجية على الأردن.
إذاً إستطاع الأردن أن يتعامل مع الضغط الداخلي بطريقة أكثر هدوءً من خلال المصلحة المشتركة بين النظام والشعب وكأنه شعار..
(تحملني وأعطيني فرصة.. أعطيك أمن واستقرار)
ولكن الضغوط التي لم تتوقف على الأردن وهو البلد الفقير الذي لا يمتلك البترول ولاما يعزز إقتصاده إلا من خلال المنح والمساعدات التي بدونها ينهار تماماً.
فمنذ الأحداث في سوريا ووصول القوى الخارجية الداعمة لما سمي الثورة السورية أو الحرب على سوريا ..."سمها ما شئت".
وقد تم فتح الطريق للمقاتلين عبر تركيا والعيون تتجه نحو الأردن كدولة مجاورة لسوريا, لا بل أكثر تماساً معها, فكان لا بد من الضغط على الأردن لكي يكون شريكاً أصيلاً مع المتحالفين ضد سوريا, وقد غض الطرف عن المجموعات المقاتلة ويقال أن هناك معسكرات تجمع وتدريب لهذه القوى التي جائت مندول الجوار ومنهم من كانوا متهمين في بلادهم بالارهاب, فتخلصوا منهم بأن فتحوا لهم باب سوريا المحرقة".
لقد حاول الأردن الرسمي التملص من هذه الكارثة, ونقول كارثة لأن دخول الأردنفي هذا الصراع له ثمن باهظ جداً.
وكان أن حاولت بعض الدول الممولة للحرب على سوريا أن ساومت الأردنمن خلال دفع المليارات ودعم الإقتصاد الأردني إلى ما لا نهاية, ولكن الملك الأردني يدرك تماماً أن كل مليارات العالم لا تعوضه خسارة أمن واستقرار الأردن وما سيعكسه على نظامه وعرشه,
ولكن وعلى ما يبدو أن هذا الأمر ما عاد مهماً أمام المخطط الجديد الذي تم وضعه لمنطقة الشرق الأوسط، وأن إستقرار هذا البلد كان هاماً جداً حتى نهاية القرن الذيتلا سايكس بيكو الماضي وكأننا أمام سايكس بيكو جديد تتغير معه خريطة المنطقة برمتها حسب ما قاله كسنجر قبل أعوام وما صرحت به كوندليزا رايس مؤخراً.
ما هو الوضع الجديد ..!
وهنا ليس معلومات بقدر ما هو تحليل يستند إلى بعض المعلومات التي تم نشرها عبروسائل الإعلام، بقي الأردن صامداً أمام الضغوط الخليجية والدولية حتى جاء موعدالإستحقاق, نعم إنه الإستحقاق الذي ربما لم يكن يخطر على بال الحكام العرب الذي أجبروا على الرضوخ إلى الواقع الذي فرضه سايكس بيكو, وقبول إسرائيل على أنقاض فلسطين وقد كان هذا واضحاً وفاضحاً في الاطاحة ببعض الحكام العرب على التوالي, كلً حسب دوره وموعد استحقاقه...
وحسب ما تقتضيه الخطة التي يتحكم بها اللوبي الصهيوي العالمي، وكله من أجلعيون إسرائيل وما لها من رعاية كمخلب ينهش العرب من أجل مصالح القوة الكبرى للصهيونية.
بدون شك أن الملك الأردني بدأ يشعر بالخطر على نظامه منذ سنوات وماقبل الربيع العربي وذلك من خلال التسريبات عن الوطن البديل.. ورغم أنهلم يتطرق لهذا الأمر علناً لا بل قال أكثر من مرة أن هذا مجرد هراء وليس إلا من خيال بعض الواهمين،
إلا أنه ذهب إلى أمريكا حينها أكثر من مرة وتحدث مع الكونجرس وحتى اللوبي الصهيوني وقال وبصوت عالٍ إن استقرار المنطقة لا يمكن أن يكون إلا بعد حل القضية الفلسطينية على أرض فلسطين والاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس, وحاول مراراً وتكراراً أن يرعى مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لعل وعسى أن ينهي هذا الهاجس أو الخطر الذي تسعى إليه إسرائيل،وهو يدرك تماماً في قرارة نفسه أن هذا الأمر ليس بعيداً عن العقلية الأمريكية المحكومة باللوبي الصهيوني.
، وعندما نرى التصريحات الرسمية التي توالت منذ عام حول سوريا,نجدها تصريحات متضاربة تدلل على حذر شديد وخوف كبير, وكأن من يتحكم في الحدود أكبر وأعقد من تحكُم الأردن، والحدود مع سوريا تشهد حراكاً للمقاتلين في المحاذية لحدود الأردن.
أمريكا تفرض نفسها على الأردن
اليوم ما عاد هناك ما يمكن إخفائه لا بل من غير المسموح للأردن الرسميأن يكون رمادياً أو يتحدث بلسانين, حتى أن الحديث ما عاد ذو جدوى بعد أنتم الإعلان عن الإجتماع العسكري الذي كان بقيادة الاركان الأمريكية وحلفائها المعنيين بالحرب على سوريا، وما شاهدناه بالأمس من قناة العربية لمراسلتها التيظهرت في قلب قاعدة جوية أردنية وبجانب طائرة إف 16 وقالت خلالها أن الأردن جاهز لأي طاريء قادم.
أعتقد هنا أن قناة العربية دخلت بدفع سعودي وأمريكي حتى يكون الأمرواضحاً للجميع، وهنا يجب أن ندرك تماماً أن دول الخليج وخاصة السعودية أرادت من هذه الحركة أن تقول للناس "لسنا لوحدنا في الميدان"، إذا ً دخل الأردن في أتون الصراع صاغراً ورغم أنفه ويبدوأنه أصبح في وضع (إما وإما) وما عادهناك ما يخسره، لأنه في كلا الحالين خسران,.!
ولكن هل سينجو الأردن مع هذا الأمر الواقع الذي تم وضعه فيه ..!
أعتقد ورغم أني أتمنى أن لا يحدث هذا ويبقى الأردن واحة أمان واستقرار، أعتقدأن المنطقة وليس الأردن فقط إن حدث ما تم التخطيط له...المنطقة ذاهبة الىجحيم سيأكل الأخضر واليابس وذلك من خلال ما تدفع به قوى الشرالصهيوني بأن سهلت الطريق لبعض التيارات التي ترفع شعار الإسلام ومنهم المشعوذين والمجرمين الذين حللوا سفك الدماء وإزهاق الأرواحلتغوص المنطقة في مستنقعات آسنة على مدار عقود من الزمن تكونفرصة تاريخية لإسرائيل لتثبيت كيانها دون أي عناء
بل تزهوا طرباً وهي ترى العرب والمسلمين يفنوا بعضهم تحت رايه ألله اكبر "ولنينجو أحد في المنطقة حتى دول الخليج المغامرة والتي أنفقت كل ما أنعم الله عليهامن بترول ومال لا تحرقه النيران, ولكن على ما يبدو أن الله يريد أن يحرق هذه النعمة التي أنعمها على عباده من أجل المسلمين وقد حولها الحكام إلى دعملقوى الشر و نقمة زادت الأمة فقراً وهلاكاً ودماراً ودليلي هنا ما قاله الله تعالى .. "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْبِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ?" صدق الله العظيم....