تراجع أوباما وإسرائيل: تساؤلات وخيبة

تراجع أوباما وإسرائيل: تساؤلات وخيبة
أخبار البلد -  
لا شيء أكثر إحباطاً للقيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية من الشعور بالمفاجأة سواء جاءت من أعداء أو أصدقاء. وربما أن تزامن المفاجأة مع الذكرى السنوية الأربعين بالتوقيت العبري لحرب تشرين العام 1973، التي كانت المفاجأة الأكبر التي تركت ندوباً لا تبرأ في الذاكرة الإسرائيلية، يزيد الأمر إيلاماً. فالمفاجأة تعني أن ما كانت تظنه إسرائيل معلوماً كان في الواقع مجهولاً، الأمر الذي يعبّر عن وجود ثغرة يمكن أن تكون فائقة الخطورة. 
ولا ريب أن إسرائيل الرسمية والشعبية فوجئت بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة قرار مهاجمة سوريا إلى الكونغرس ليقول كلمته. وقد باغت القرار القيادة العسكرية الإسرائيلية أثناء اجتماع تداولي لها في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حينما كانت الأعصاب مشدودة للحظة بدء الغارات، التي كانت متوقعة في غضون ساعات. فالفرضية السائدة قالت إن الهجوم الأميركي على سوريا سيتم فور خروج بعثة المفتشين الدوليين عن آثار الهجمات الكيميائية في محيط دمشق. وفيما كان التوتر الإسرائيلي على أشدّه، جاء قرار أوباما بالاستدارة وإعلان أن الطريق إلى دمشق تمر بتلة الكابيتول في واشنطن. 
وبرغم الصمت الرسمي فإن المسؤولين الإسرائيليين العسكريين والسياسيين سرّبوا مواقف غاضبة لوسائل الإعلام تتهم الرئيس الأميركي بالجبن. فصورة القيادة هذه تبدو مضحكة حينما تسمع عن قرارات بالغة الأهمية تتصل بأمنها، وتصدر عن حليفها الأول وربما الوحيد من وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحافية. ولا بد أن تتساءل أين ذهبت ترتيبات الحوارات الإستراتيجية والتعاون الثنائي والتنسيق المتبادل وفتح الخطوط ووسائل الاتصال المشتركة. صحيح أن القرار أميركي، ولكنه يهم إسرائيل، التي تعيش حالة توتر جراء اعتقاد باحتمال، ولو متدن، لتعرضها لرد على الهجوم الأميركي ذاته. 
كان التبرير الأول لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين هو أن أوباما لم يستشر حتى أقرب المقرّبين منه قبل اتخاذ هذا القرار. ولكن هذا التبرير لا يقلل من خطورة المسألة، فالولايات المتحدة تتصرف في شأن يهم إسرائيل بشكل منفرد وهذا يشي بعواقب غير حميدة. لهذا السبب ترجم غالبية المعلقين الإسرائيليين صدمة القيادة الإسرائيلية بمقالات تؤكد وجوب استخلاص الحكومة العبر من ذلك، وأن «لا شيء يحك جلدك مثل ظفرك». 
وتزداد خيبة الإسرائيليين من القرار الأميركي لأنهم يعلمون أن التأجيل نبع من «ارتعاد فرائص» أوباما بعد خسارته تأييد بريطانيا وبعدما أظهرت استطلاعات الرأي الأميركية معارضة الغالبية لهذا الهجوم. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار، وفقاً لصحيفة «يديعوت»، أن الأميركيين فقدوا زخم الهجوم لأنهم منحوا الرئيس السوري بشار الأسد الوقت للتحصن والاحتماء، وجعل الإيرانيين يضحكون في طريقهم لامتلاك القنبلة. 
وقد لخّص المعلّق العسكري في صحيفة «إسرائيل اليوم»، شبه المتحدثة باسم الحكومة، يؤاف ليمور الخيبة في مقالته «بمقدار الأمل ـ حجم الذهول والخيبة». وأشار إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية كانت في ذروة التوتر، منتظرة أن يقع الهجوم العسكري الأميركي على سوريا ليلة السبت الأحد أو الاثنين على أبعد تقدير، خصوصاً بعد خطاب وزير الخارجية جون كيري. وأضاف أنه بعد الخيبة جاءت التساؤلات ليس حول الموعد المقبل، وإنما حول ما إذا كان هجوم أميركي سيقع أصلاً أم لا، وهل سيفلح أوباما أصلاً في استصدار قرار من الكونغرس أو حشد ائتلاف دولي داعم. 
ومن بين الأسئلة المركزية التي تشغل إسرائيل السؤال عن الشيء الذي قد يدفع العالم للتحرك إذا كان «الاستخدام المثبت للسلاح الكيميائي للمرة 14 خلال نصف عام لا يدفع العالم للعمل، فما الذي سيدفعه؟ وإذا كان أوباما سيستجدي مصادقة الكونغرس على هجوم ثانوي، ما الذي سيحدث له إن طلب، مثلاً، مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟ والسؤال الأشد إيلاما هو: إذا تعرضنا لهجوم كيميائي من جانب سوريا أو أي عدو آخر، هل يمكننا أن نثق بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبنا، أو إلى جانب الأردن أو السعودية، الذين أقسم الأميركيون لهم أيضاً إخلاصاً أبدياً؟». 
ويعتقد ليمور وآخرون أن الخشية تتصاعد في إسرائيل من أثر هذه القرارات الأميركية في المنطقة وكيف تقرأها الدول العربية. ويشير كثيرون إلى أن خشية قيادة الجيش تتركز حالياً على احتمال أن يتشجع السوريون وحلفاؤهم على استفزاز إسرائيل بهدف حرف الاهتمام العربي عن الشأن الداخلي وتوجيهه نحو الصراع مع إسرائيل. ولهذا السبب يقولون إن حالة التأهب التي أعلنها الجيش الإسرائيلي لن تتراجع بل ستزداد حدة لأن إسرائيل معنية بالمحافظة على قدرتها الردعية وزيادتها في ظل تراجع الردع والهيبة الأميركية في المنطقة. 
تقريباً كان رئيس تحرير «هآرتس» ألوف بن، وهو من المعلقين السياسيين المخضرمين، أول من عالج القرار الأميركي من زاوية مختلفة أساسها أن القرار حكيم وأنه يرمي إلى تحقيق غاية سياسية، قد تقود إلى الخروج من الأزمة السورية. وألمح إلى احتمال أن تكون هناك قنوات اتصال غير معلنة بين واشنطن والكرملين للتوصل إلى حل يعتمد على «نموذج قرار مجلس الامن 687، الذي أنهى حرب الخليج في العام 1991: بشار الاسد يبقى في كرسيه، وفي المقابل ينزع مراقبو الامم المتحدة عن سوريا السلاح الكيميائي والصواريخ بعيدة المدى». وطبعاً يستمر الصراع. 
ومن جهته، وبّخ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وزير الإسكان في حكومته أوري أرييل جراء تصريحاته ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشأن التوجه للكونغرس للمصادقة على ضربة لسوريا. وكان أرييل، وهو من زعماء المستوطنين، قد انتقد أوباما في مقابلة إذاعية قال فيها إنه «لا ينبغي انتظار قتل عشرات آلاف آخرين من الأطفال كي يتدخل في ما يجري في سوريا». يذكر أن نتنياهو طلب من وزرائه وكبار المسؤولين في حكومته بعدم إطلاق أي تصريحات بشأن سوريا وحصر ذلك به شخصياً وبوزير الدفاع. 
وقال نتنياهو لوزرائه إن الأزمة حول الهجوم الكيميائي في سوريا ما زالت في ذروتها وأن الوضع حساس ودقيق. وأشار إلى «أننا ندير الوضع باتزان ومسؤولية، ولا مجال لتصريحات خاصة. ثمة إدارة مركزية، مسؤولة ومتشددة، وهكذا تتصرف حكومة مسؤولة، ولذلك فإني أطلب منكم مواصلة التصرف بمسؤولية». وأضاف «إنني أطلب ألا تتصرفوا بانعدام اتزان وبقلّة مسؤولية مع حليفتنا الولايات المتحدة لكسب عناوين في اللحظة. إنني أدعوكم أن تواصلوا التصرف بمسؤولية. هذا مهم لأمن كل مواطني إسرائيل. وستواصل إسرائيل الدفاع عن نفسها وتواصل الحفاظ على علاقاتها الإستراتيجية. لقد تم اختياركم لخدمة مواطني إسرائيل من داخل الحكومة وهذه التصريحات لا تخدم مواطني إسرائيل


 
شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات