أميركا خسرت الضربة قبل أن تبدأ

أميركا خسرت الضربة قبل أن تبدأ
أخبار البلد -  
تحتشد الأساطيل وسفن المدافع الحربية المقاتلة قبالة الساحل السوري، تماما كما فعلت بنفس الطريقة في صيف العام 1840، حينما كانت المسألة والقضية الدولية التي تشغل العالم، هي الانتصارات الكاسحة التي حققتها جيوش محمد علي والي مصر بقيادة ابنه إبراهيم القائد الألمعي، في الحرب ضد الدولة العثمانية، وسيطرة القائد إبراهيم على سورية وكل بلاد الشام، وتهديد الأستانة عاصمة الامبراطورية العثمانية. وكان هذا التحول من شأنه ان يقطع الطريق على أطماع بريطانيا وحلفائها الأوروبيين، وراثة ما سمي آنذاك بتركة الرجل المريض، أو المسألة الشرقية، وكانت بريطانيا التي تملك آنذاك اكبر قوة بحرية في العالم، هي التي تتزعم الحلف الأوروبي الذي انضمت فرنسا إليه بالأخير، فيما روسيا القيصرية راعية الكنيسة الأرثوذكسية، كما في دورها الحالي اليوم تقف وحيدة كقوة منفردة ومعزولة في المعارضة، ضد الإنزال البحري الذي جرى على شواطئ بيروت في شهر تموز من ذلك العام. وهي المعركة التي انتهت بتسوية سياسية بين السلطان العثماني محمود الضعيف والمريض والوالي المصري الداهية والأريب، تم بمقتضاها انسحاب جيوش محمد علي من سورية مع ضمان انفراد محمد علي بحكم مصر هو وجميع نسله مدى الحياة. وهكذا انتهت الأزمة السورية العام 1840 بقطع الطريق من لدن القوى الاستعمارية الأوروبية الصاعدة في ذلك الوقت، على تبلور وقيام اي قوة محلية في المشرق لإنشاء مركز قوة، دولة مركزية قوية تستعيد الملكية الإقليمية في السيطرة على المنطقة. وبانهيار هذه المحاولة الجسورة في سورية التي كانت تقوم على وحدة بلاد الشام ومصر، لم تقم للعرب قائمة منذ ذلك الوقت والى الآن. ولقد بحثت سورية عن قرينتها الأوسع والأكبر مجددا ولكن لفترة عابرة في العام 1958، بطلب الوحدة مع خليفة محمد علي في مصر جمال عبد الناصر. لكن سلسلة من الأخطاء المنكودة أنهت هذه الوحدة مبكرا العام 1961، لتعاود سورية انقلاباتها الداخلية حتى تولي آل الأسد حكمها. وعلى مدى أربعين عاما نعمت سورية بحقبة زمنية مديدة من الهدوء الداخلي والازدهار، تحولت سورية من موضوع للصراع عليها الى لاعب إقليمي يجب حسابه في الصراع على الشرق الأوسط والمنطقة. حينا سيجد حافظ الأسد الآن البديل عن مصر في عقد أواصر هذا الحلف المتين مع إيران، وبالسيطرة المؤيدة من لدن الجميع على لبنان، الذي طالما نظر إليه على انه خاصرة سورية الضعيفة، حتى تمكن بفضل حنكته وذكائه على مدى اكثر من ثلاثين عاما أن يصد جميع المحاولات اليائسة، والتي لم تتوقف من قبل أميركا وفرنسا وإسرائيل لتقويض سيطرته على لبنان. إن بشار الأسد الابن سوف يرث حكم أبيه على سورية كما سيرث هذا العقد الثمين من التحالفات التي عقدها والده، والتي سيكون لها الدور الحاسم في امتلاك هذا الدرع الاستراتيجي في مواجهته وتصديه، لأشد أزمة تواجهها سورية على مدى تاريخها الحديث كله، وحيث اليوم لا شبه مع أزمة 1840، بوجود قاعدة طرطوس البحرية للسفن الروسية، قبالة ساحل سورية وقوة إيران الإقليمية العسكرية الكبرى التي تسيطر على مضيق هرمز، وبقوتها الصاروخية على حواف مخزون النفط والغاز العالمي، الى جانب حزب الله الذي حتى كتابة هذه الكلمات، يحتفظ بصمت هو ابلغ من اي كلام، يهدد كل إسرائيل نقطة ضعف التدخل الحربي الغربي ضد سورية هذه الأيام. لا ليست هذه أزمة الهجوم على العراق او ليبيا ولا هو السيناريو نفسه، او تجسيد آخر لرمزية القصة الشهيرة أكلت يوم اكل الثور الأبيض، ما بعد العراق ليبيا وما بعد ليبيا سورية. وهكذا فالسوري الذكي العاقل والمحنك لم يكن مرة يلعب دوره على غرار هذين الرجلين صدام حسين ومعمر القذافي. لاحظوا الفرق بين سيطرة سورية على لبنان واحتلال صدام حسين الكويت، وبينما القذافي لم يجد احدا في العالم يذرف دمعة واحدة عليه وهو يتلقى الضربات من حلف الناتو، فان سورية قصة أخرى قصة يجب أن تأخذوها مع القرينة الأخرى المقابلة لها في الميزان اي إسرائيل. بحيث هنا الاشتباك أو التشبيك الإقليمي في أي تعرض او تدخل في سورية يطال إسرائيل، وحيث السوري لا تمر عليه الخديعة. نريد ان نضربكم ضربة محدودة ولطيفة وخفيفة، هكذا يعرض الغرب الضربة على سورية على طريقة التاجر الدمشقي نفسه، نريد ان نضربكم (علقة) مجرد كفين، وعليكم ان تقبلوها وتمرروها لأنها محدودة ولا تنطوي على اي خسارة. وكل هذا التسويق الإعلامي يستهدف إقناع السوري ان يأكل (القتلة) وعدم الرد، من جانبه او من جانب حلفائه على حد سواء إذا كان هذا الرد سوف يطال إسرائيل وإمدادات النفط. لكن الغرب يفوته هنا أن لعبة هذا التسويق هي لعبة التاجر السوري التقليدي بامتياز، ولذا يصح هنا التذكير بأغنية السيدة شريفة فاضل الأغنية الشعبية المصرية الشهيرة التي تتحدث عن بيع المياه في حارة السقايين. لكنها الحرب الخدعة في الدعاية أيضا كما في التكتيكات منذ الأزمان القديمة وحتى الآن. ولكن هاكم الحقيقة اليوم بشأن التغيير الذي حدث في العالم وفي وعي الشعوب، التي تكشف عنه الأزمة السورية كلحظة كاشفة في التاريخ. فشبح الخديعة الكبرى ام الكذبات في غزو العراق، كان هو الذي يطل برأسه الآن. وليكون اول الحلفاء المتساقطين بريطانيا نفسها، حينما قال مجلس النواب لرئيس الحكومة البريطاني، لا لن ينجر الشعب البريطاني إلى الخديعة مرة أخرى، فلا احد على استعداد ان يصدقكم، او يشتري هذه البضاعة الفاسدة، فهل يستطيع أوباما الذي أظنه يتعلق بأي سلم او قشة، حتى ولو كان مجرد حبال من الهواء، ليعود مرة أخرى إلى مخبئه لأنه لا يريدها، هذه النزوة أو المغامرة. إذا كان الإيرانيون كما قيل لم يقولوا لجيفري فالتمان ما هي حدودهم الحمراء، التي يضعونها أمام أميركا، لكي لا يتدخلوا في تهديد آبار النفط، ومازال موقف حزب الله الصامت لغزا أمام السؤال عن حدود تدخله في الحرب على إسرائيل. وهكذا النفط وإسرائيل تحت تهديد ايران وحزب الله في تقسيم العمل بين حلفاء سورية، بينما سفن روسيا أسطول البحر الروسي، زمن القيصر القديم العام 1840، فهو الذي يعلن عن تحركه في زمن القيصر بوتين، والذي سارع للاتفاق مع إنجيلا ماركيل لإفشال التدخل العسكري من البوابة الأوروبية، بحيث لم يعد فعليا في الميدان سوى أميركا وفرنسا، فهل بقيت فرصة حقيقية للقيام بهذه الضربة؟ اذا كانت المواعيد محصورة قبل الثالث من أيلول موعد انعقاد قمة الثمانية في روسيا، ما يعني غياب أوباما عن البيت الأبيض أو بعد السادس منه، في التوافق الرمزي مع ذكرى الحادي عشر من أيلول. ليس ثمة شك أن هذه لحظة ضبابية، ولكن اليقين الوحيد اليوم ان هذا صراع مفتوح، وان الأزمة السورية ليست في حقيقتها اليوم سوى حرب عالمية ثالثة ولكن بصورة مصغرة أو مكثفة، وان الإقدام الأميركي او التراجع كلاهما ينطوي على ثمن استراتيجي، ولذا فإن كفتي التدخل والتراجع تبدوان اليوم متساويتين، وماهو واضح ان أميركا خسرت الضربة قبل ان تبدأ، فيما يبدو الحلف السوري والروسي الصيني والإيراني وحزب الله هو الذي كسب المعركة اقله حتى الآن. إذا كانت الأزمة السورية أبانت عن حقيقة تغير الموازين في العالم كما تغير العالم على حد سواء، وإذا كانت هي الحرب فلعلها آخر حروب أميركا وإسرائيل في الشرق وقرب نهاية عصر، العصر الأميركي والإسرائيلي معا، إذا كان السياق التاريخي الذي وضع فيه الصراع والاستقطاب الإقليمي والدولي الحاد، لا يدع مجالا للخروج منه إلا عبر المعادلة الصفرية، إما قاتلين أو مقتولين، إما نحن وإما هم، منتصرين أو مهزومين،رابحين أو خاسرين، وليس أي مخرج آخرخ
 
شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات