لا جدال من أن الوظيفة القضائية هي من بين أهم وأقدس الوظائف وذلك لرسالتها وللمهام والمسؤوليات التي تسند لشاغلها والتي من بينها إنزال حكم القانون على النزاعات التي ينظرها القاضي والذي يحتاج ذلك إلى جهد وبحث ووقت وتمهل وتروي وصبر للوصول إلى تطبيق القانون بكفاءة وجدارة على تلك النزاعات أياً كان نوعها وبالرغم من أن ذلك هو من واجب القاضي ويقوم به على حساب وقته وراحته وصحته وعلاقاته وواجباته الاجتماعية وغيرها فقد نجم عن القيام بذلك مهاجمة الأمراض لعدد من القضاة خلال ممارستهم لعملهم ودفعوا ثمناً باهظاً للنهوض بهذا الواجب المقدس وأدى ذلك إلى انتقالهم للرفيق الأعلى وهم بعملهم أو انتقلوا أو سينتقلون إليه بعد انتهائه وأتمنى للأحياء منهم الصحة وطول العمر.
إن العمل القضائي هو عمل شاق ومتعب وأمانة ومسؤولية لا ينهض به إلا الكبار بعلمهم وتفانيهم وسلوكهم ويتعين أن يلاقي القاضي مقابل ذلك الرعاية والتقدير لشخصه ولوظيفته, سواء عند إحالته للتقاعد أو انتهاء خدماته بالوفاة أو غيرها..
لقد ترجل وارتحل عدد من القضاة للرفيق الأعلى, سواء أثناء عملهم أو بعد انتهائه وغادروا الحياة الدنيا بصمت وهدوء ودون أن يلاقو ما يستحقونه من تكريم أو وفاء من مؤسسات الدولة بما فيهم المجلس القضائي.
إن آخر من رحل من فرسان العدالة وانتقل للرفيق الأعلى القاضي السابق المرحوم فوزي العمري والذي رحل يوم السبت في 17/ 8/ 2013 بصمت وهدوء ويشهد له كل منصف بكفاءته وعدالته تقريباً وقد سبقه بالرحيل وقبل حوالي شهر زميله وزميلنا القاضي المرحوم محمد طعمه, فهل ستقوم المؤسسات والمجلس القضائي بما يلزم لتكريم القضاة أثناء حياتهم وبعد انتقالهم للرفيق الأعلى وذلك تأسياً بالقوات المسلحة والأمن العام والأجهزة الأمنية وغيرهم من المؤسسات والتي تقوم بتكريم منتسبيها أثناء حياتهم وبعد وفاتهم وهم يستحقون ذلك؟.
إن ما ذكرته أعلاه ارتأيت أن أوصله واسمعه إلى أصحاب القرار والمعنيين وذلك لتكريم رجال القضاء أثناء حياتهم وبعد انتقالهم للرفيق الأعلى والذين امضوا حياتهم في تطبيق القانون وصولاً للحق والعدالة للجميع وعلى الجميع والذين لهم حق على الجميع فهل تلقى هذه الرسالة استجابة, إننا نأمل بتحقيق ذلك؟.