ما يجري في سوريا هو حرب عبثية بامتياز، لا منتصر فيها على الإطلاق، حرب تخريب وتدمير وإحراق للبشر والشجر والحجر ... حرب بلا مشروع أو «مشروعية» ... من يصدق النظام بأنه يدافع عن «نهج المقاومة والممانعة» ... من يصدق المعارضة/المعارضات، بأنها تناضل من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة ... هي حرب إلغاء يقف فيها الجميع ضد الجميع، تدور رحاها على الأرض السورية ووقودها السوريون أنفسهم ... هي حرب روسيا وأمريكا، إيران والسعودية، 14 و8 آذار، القاعدة والعالم، المالكي وخصومه، حرب الإسلاميين والعلمانيين ... هي حرب الأمراء وأثرياء النكبات والأوجاع ... وحده الشعب السوري، هو الضحية، وحده من يدفن قتلاه دون أن يتاح له الوقت لذرف الدموع.
محاور الحرب وجبهاتها، تبرز جغرافيا المذاهب والطوائف والأقوام في سوريا، وتتوزع بتوزعها ... حرب الأكراد ضد النصرة، وامتداداً ضد «القوميين العرب» من أجل الكيان الكردي في شمال شرق البلاد ... حرب النصرة والجيش غير الحر، المؤتمر بأوامر أمراء الغاز والنفط ضد الساحل والجبل، ضد كفار «قريش العصر الحديث» ... حرب الأصولية المنفلتة من كل عقال ضد الوجود المسيحي في المشرق العربي وهلاله الخصيب ووادي النيل ... حرب ضد بني معروف الذين يمتشقون السلاح للدفاع عن وجودهم على أرض آبائهم وأجدادهم، بعد أن باتوا في مرمى نيران النصرة ... حرب العلمانيين ضد سياسات الإلغاء والتكفير والتصفية التي تستهدفهم من تيارات الإسلام السياسي الأكثر تشدداً.
ما الذي بقي من الثورة السورية، ولماذا كل هذا الضجيج المصاحب للائتلاف والمجلس العسكري وغيرهما من تشكيلات المعارضة؟ ... من يأخذ هؤلاء على محمل الجد، وهم الذين أدخلوا أنفسهم في سوق النخاسة النفطي؟، وحوّلوا ثورة الشعب السوري، إلى مصدر للثروة والإثراء الفاحشين؟ ... هؤلاء الذين فتحوا أبواب المعارضة وسوريا، لكل أجهزة المخابرات في العالم؟ ... هؤلاء الذي فقدوا البوصلة، فباتوا مستعدين للتعاون مع الشيطان، ليس ضد الديكتاتور، بل من أجل الاستمرار في «بيزنس الثورة» ومن بعده في «بيزنس الدولة».
أين الثورة السورية، وما الذي تبقى من معارضاتها؟ ... في الداخل، تكاد الحركات الأصولية التكفيرية أن تأكل أخضر الثورة ويابسها، أو بالأحرى، يابس الثورة ويابسها، فالطيف السياسي ما عاد يحتمل غير اليباب واللون الأسود، والرايات السوداء المعروفة ... وفي الخارج، مجاميع وشخصيات، تتقاذفها أجهزة المال والاستخبارات العالمية، كما تتقاذف الأقدام الكرة في الملاعب؟ ... لا حد لتبدلات هؤلاء وتحولاتهم، حتى الليبراليين منهم واليساريين، وضعوا أنفسهم في جيب «طويل العمر»، فضلاً عن جيوب الخواجات والبيكوات، من «الباب العالي» مروراً بعواصم القارة العجوز وصولاً لعاصمة العالم: واشنطن.
ما الذي يمكن توقعه من حرب يزداد فيها القتل على الهوية، ممارسات المعارضة فيها أشد هولاً من ممارسات النظام ... أي مستقبل لسوريا، فيما «قوى المستقبل» فيها، لا تتورع عن سحل الجثث واجتثاث الرؤوس وبقر البطون ... أي مستقبل لسوريا، فيما أطفالها يُقتّلون ويُعدمون بدم بارد، بتهمة «الزندقة» و»المروق في الدين» ... أي مستقبل لسوريا، فيما 30 بالمائة من سكانها من الأقليات، مهدورة دماؤهم ابتداءً، لأنهم ولدوا هكذا، لا لذنب اقترفوه ... أي مستقبل لسوريا، فيما قوى المعارضة ومكوناتها، تقتل وتصطرع على جلد الدب قبل اصطياده.
أي مستقبل تعد المعارضة/ المعارضات شعبها به، فيما الجزء الخاضع منه لسيطرة الأصولية التكفيرية، يئن تحت وضغط توتاليتارية دينية قندهارية بامتياز ... والجزء الآخر منه الخاضع لسيطرة ما يسمى الجيش السوري الحر، يكتوي بنار الزعران واللصوص وقطاع الطرق ... أي نموذج يقدم هؤلاء للسلطة والحكم، ولماذا يفترضون بأن شعبهم الرازح تحت حكم النظام، توّاق للخلاص منه والالتحاق بهم؟
ثم، ألا يحق للسوريين أن يتساءلوا من هم القادة الحقيقيون لثورتهم ومعارضاتهم؟: أبو ... الشيشاني وأبو ... الليبي وأبو ...التونسي» وأبو ... الأفغاني ... أو ربما الأمير ابن الأمير والد الأمير وشقيق الأمير؟ ... أو ربما الليفتننات جنرال (x)، او البريجغادير (Y)، أو هذا السفير وذاك الموفد الخاص؟ ... مَنْ مِنْ رموز المعارضة يمتلك ثقلاً وحيثيثة على الأرض، يمتلك الكارزيما والصدقية والحاضنة الشعبية؟
عن أي ثورة نتحدث وعن أية معارضات تتحدثون؟ ... لقد جرت مياه كثيرة في أنهار سوريا خلال العامين الفائتين، وما بدا أنه ثورة واعدة وطليعية في البدء، يتحول تحت ضغط المال والسلاح والبترودولار والاستخبارات متعددة الجنسيات، إلى ما يشبه الثورة المضادة ... وسوريا قد تقدم النموذج الأول، لثورة سرعان ما ارتدت إلى نقيضها، ليس قبل أن تصل أهدافها فحسب، بل وقبل أن تكمل حولها الثاني، حمى الله سوريا وكان الله تعالى في عون السوريين.
محاور الحرب وجبهاتها، تبرز جغرافيا المذاهب والطوائف والأقوام في سوريا، وتتوزع بتوزعها ... حرب الأكراد ضد النصرة، وامتداداً ضد «القوميين العرب» من أجل الكيان الكردي في شمال شرق البلاد ... حرب النصرة والجيش غير الحر، المؤتمر بأوامر أمراء الغاز والنفط ضد الساحل والجبل، ضد كفار «قريش العصر الحديث» ... حرب الأصولية المنفلتة من كل عقال ضد الوجود المسيحي في المشرق العربي وهلاله الخصيب ووادي النيل ... حرب ضد بني معروف الذين يمتشقون السلاح للدفاع عن وجودهم على أرض آبائهم وأجدادهم، بعد أن باتوا في مرمى نيران النصرة ... حرب العلمانيين ضد سياسات الإلغاء والتكفير والتصفية التي تستهدفهم من تيارات الإسلام السياسي الأكثر تشدداً.
ما الذي بقي من الثورة السورية، ولماذا كل هذا الضجيج المصاحب للائتلاف والمجلس العسكري وغيرهما من تشكيلات المعارضة؟ ... من يأخذ هؤلاء على محمل الجد، وهم الذين أدخلوا أنفسهم في سوق النخاسة النفطي؟، وحوّلوا ثورة الشعب السوري، إلى مصدر للثروة والإثراء الفاحشين؟ ... هؤلاء الذين فتحوا أبواب المعارضة وسوريا، لكل أجهزة المخابرات في العالم؟ ... هؤلاء الذي فقدوا البوصلة، فباتوا مستعدين للتعاون مع الشيطان، ليس ضد الديكتاتور، بل من أجل الاستمرار في «بيزنس الثورة» ومن بعده في «بيزنس الدولة».
أين الثورة السورية، وما الذي تبقى من معارضاتها؟ ... في الداخل، تكاد الحركات الأصولية التكفيرية أن تأكل أخضر الثورة ويابسها، أو بالأحرى، يابس الثورة ويابسها، فالطيف السياسي ما عاد يحتمل غير اليباب واللون الأسود، والرايات السوداء المعروفة ... وفي الخارج، مجاميع وشخصيات، تتقاذفها أجهزة المال والاستخبارات العالمية، كما تتقاذف الأقدام الكرة في الملاعب؟ ... لا حد لتبدلات هؤلاء وتحولاتهم، حتى الليبراليين منهم واليساريين، وضعوا أنفسهم في جيب «طويل العمر»، فضلاً عن جيوب الخواجات والبيكوات، من «الباب العالي» مروراً بعواصم القارة العجوز وصولاً لعاصمة العالم: واشنطن.
ما الذي يمكن توقعه من حرب يزداد فيها القتل على الهوية، ممارسات المعارضة فيها أشد هولاً من ممارسات النظام ... أي مستقبل لسوريا، فيما «قوى المستقبل» فيها، لا تتورع عن سحل الجثث واجتثاث الرؤوس وبقر البطون ... أي مستقبل لسوريا، فيما أطفالها يُقتّلون ويُعدمون بدم بارد، بتهمة «الزندقة» و»المروق في الدين» ... أي مستقبل لسوريا، فيما 30 بالمائة من سكانها من الأقليات، مهدورة دماؤهم ابتداءً، لأنهم ولدوا هكذا، لا لذنب اقترفوه ... أي مستقبل لسوريا، فيما قوى المعارضة ومكوناتها، تقتل وتصطرع على جلد الدب قبل اصطياده.
أي مستقبل تعد المعارضة/ المعارضات شعبها به، فيما الجزء الخاضع منه لسيطرة الأصولية التكفيرية، يئن تحت وضغط توتاليتارية دينية قندهارية بامتياز ... والجزء الآخر منه الخاضع لسيطرة ما يسمى الجيش السوري الحر، يكتوي بنار الزعران واللصوص وقطاع الطرق ... أي نموذج يقدم هؤلاء للسلطة والحكم، ولماذا يفترضون بأن شعبهم الرازح تحت حكم النظام، توّاق للخلاص منه والالتحاق بهم؟
ثم، ألا يحق للسوريين أن يتساءلوا من هم القادة الحقيقيون لثورتهم ومعارضاتهم؟: أبو ... الشيشاني وأبو ... الليبي وأبو ...التونسي» وأبو ... الأفغاني ... أو ربما الأمير ابن الأمير والد الأمير وشقيق الأمير؟ ... أو ربما الليفتننات جنرال (x)، او البريجغادير (Y)، أو هذا السفير وذاك الموفد الخاص؟ ... مَنْ مِنْ رموز المعارضة يمتلك ثقلاً وحيثيثة على الأرض، يمتلك الكارزيما والصدقية والحاضنة الشعبية؟
عن أي ثورة نتحدث وعن أية معارضات تتحدثون؟ ... لقد جرت مياه كثيرة في أنهار سوريا خلال العامين الفائتين، وما بدا أنه ثورة واعدة وطليعية في البدء، يتحول تحت ضغط المال والسلاح والبترودولار والاستخبارات متعددة الجنسيات، إلى ما يشبه الثورة المضادة ... وسوريا قد تقدم النموذج الأول، لثورة سرعان ما ارتدت إلى نقيضها، ليس قبل أن تصل أهدافها فحسب، بل وقبل أن تكمل حولها الثاني، حمى الله سوريا وكان الله تعالى في عون السوريين.
الدستور